استبعاد كتاب”الذات المقدسة” لباحث سوري من معرض القاهرة للكتاب
استبعدت إدارة معرض القاهرة للكتاب ٢٠٢٢ كتاب “الذات المقدسة-السلطان عبد الحميد الثاني-محاولة معاصرة لتوضيح الرؤية” للمحامي السوري علاء السيد الذي يكشف خلاله تقديم السلطان عبد الحميد حلب للصهاينة والتفاوض حول القدس.
بعد أن تقدم الكاتب والمحامي علاء السيد حسب تصريح له بطلب لوزارة الإعلام لطباعة الكتاب ضمن سوريا ولم يصله أي جواب بالرفض أو القبول.
وتابع “تواصلت مع دار نشر مصرية (مركز التاريخ العربي للنشر) المختص بنشر جديد الدراسات العثمانية وذلك عبر الإنترنت لطباعة الكتاب ودفعت كامل التكاليف على حسابي الخاص وهو ما تم بالفعل”.
وأكمل “السيد”: “تم طرح الكتاب ضمن قسم الدار في معرض القاهرة عبر جناح مركز (نهر النيل للنشر) لكن ومع حلول اليوم الثاني تم سحب الكتاب من المعرض واستبعاد الدار كُلياً دون أي تبرير أو تفسير من إدارة المعرض”.
وذكر “السيد” أنه “قبل يوم من سحب الكتاب نشرت عبر صفحتي الشخصية على فيس بوك منشوراً حول مضمون الكتاب ومشاركته بالمعرض ما جعلني أواجه هجوماً عنيفاً من قِبل بعض الوجوه المتطرفة القاطنة في تركيا لما يمسه الكتاب من تفاصيل تخص شخصية مهمة بتاريخ الحقبة العثمانية”.
وأشار إلى أنه وفي اليوم التالي صدر قرار سحب الكتاب واستبعاد الدار من المعرض من دون أي توضيح.
وأضاف “السيد”: “سأعمل مع دار النشر على توزيع الكتاب عبر موقع (نيل وفرات) وبشكل ورقي والكتروني علماً أننا لم نتلق حتى الأن من موقع التوزيع العالمي هذا رداً محدداً عن تاريخ طرحه للتوزيع عبر هذا الموقع رغم التواصل معهم منذ حوالي الشهر”.
وقال “السيد” : “يتساءل البعض عن سبب إجراء هذه الدراسة عن السلطان عبد الحميد بعد مرور ما يزيد عن ١٠٠ عاماً على وفاته وصدور مئات الكتب والأبحاث حوله”.
وتابع الباحث السوري” السبب ببساطة أن هذا الرجل يمثل الرمز التاريخي والديني الذي استندت عليه السياسة التركية الحديثة لنشر افكارها عبر الترويج لهذه الشخصية وتعويمها على أنها شخصية مقاومة للمشروع الصهيوني وتمثل الاسلام الصحيح”.
ويفرد الكتاب، بحسب “السيد” فصلاً كاملاً بعنوان (السلطان عبد الحميد وقضية فلسطين) ورد فيه عرض السلطان على “هرتزل” منحه حلب كموطن لليهود إضافة للعراق ولمجموعة أخرى من المواقع داخل السلطنة فلم يرض “هرتزل” إلا بالقدس.
وشرح ” كاد الأمر يتم تجاه فلسطين لولا تدخل الزعيم اليهودي التاريخي “روتشيلد” ومنعه “لهرتزل” من قبول ذلك بما يملكه من شراكة اقتصادية مع السلطان ساهمت بإنشاء المستوطنات تحت أعينه وهو ما يعاكس الرواية التركية في تلميع صورة السلطان ورسمه كبطل أسقطه الصهاينة لأنه لم يبيع القدس”.
وأردف “السيد” أن “تتدخل حكومة (العدالة والتنمية) في تركيا بالشؤون الداخلية لسوريا وليبيا والصومال وتحاول الوصول للعراق ولبنان والخليج لذلك كان لابُد من إعادة دراسة هذه الشخصية التي تعتمد عليها العقلية التركية الجديدة في توسعها”.
وقال الباحث والمحامي السوري “لا أدّعي أن هذه التفسيرات استثنائية وغير مسبوقة أو تعتبر اكتشافات خاصة ولكن يمكنني القول إنها تحوي وجهة نظر بحثية خاصة بي مبنية على تطوير وجهات نظر سابقة بعد إعادة هضمها ثم إعادة تصديرها بطريقة سلسلة وقريبة من جمهور المهتمين والعموم”.
وأشار “السيد” إلى أنه قام بعرض مسودة الكتاب على عدد من الباحثين، موضحاً أنه تلقى الملاحظات، والتي أدت مرة تلو الأخرى إلى إعادة النظر في بعض أجزاء الكتاب ما انعكس إيجاباً على دقة وتوثيق المحتوى وتوسيع وجهة نظره تجاه مضمونه بعد الاصطدام بوجهات النظر المعاكسة.
ونشرت دار “مركز نهر النيل للنشر” بياناً يتعلق باستبعادها من معرض القاهرة للكتاب ٢٠٢٢ قالت فيه “أُنهيت فترة تواجدنا بالمعرض بقرار شفاهي من إدارة المعرض لم نُعلم به ولم نُخطر بأسبابه ولم يتم تسليمنا أي مذكرة رسمية تُقدم تبريراً لما حدث.
وتابعت “لم يطلب توقيعنا على أية أوراق أو محاضر ولم يتواصل معنا أي مسؤول وفشلت جميع محاولاتنا في فهم واستجلاء أسباب هذا القرار”.
يذكر أن فترة السلطان عبد الحميد الثاني تُعد واحدة من الفترات الإشكالية في تاريخ المنطقة ككل لما تحمله من نزاع حول مظلومية هذا السلطان أو فساد حكمه من جهة وتأثيرات هذه الحقبة على ما تلاها من أحداث من جهة أُخرى.