“العودة إلى هوجورتس”.. عودةٌ إلى ذكرياتنا
بعد كل هذا الوقت، تجلس لتشاهدهم من جديد، مستعرضاً شريط ذكرياتك معهم، وليس فقط ذكرياتهم، ولأكثر من ساعة تسترجع لقطاتٍ من زمن مضى وكأنه لم يمض، لتشعر وكأنك تعيشه اليوم بكل تفاصيله.
وبلقاءات مليئة بالحنين، بدأت أحدث إصدارات “هاري بوتر”، العودة إلى هوجورتس، والتي قد لا تكون كسابقاتها من حيث الشكل والمضمون، إلا أنها كشفت تفاصيل كنا نجهلها من الرواية، قصصاً لم تروَ على الشاشة أمامنا في أجزاء السلسلة الثمانية، وكيف يمكن ذلك وهي تتعلق بشخوص العمل وحياتهم بعيداً عن عالمهم الساحر ذاك.
وفي أجواء مستوحاة من ديكورات “هاري بوتر” كانت الحلقة الخاصة تدغدغ مشاعرنا لرؤية أبطالنا الذين رافقناهم طوال عشر سنوات يجتمعون من جديد وبشكل مختلف، أشخاصٌ حقيقيون يستحضرون شخوص العمل ليحدثونا عن ذكرياتهم مع تلك الأفلام التي جعلت حياتهم أكثر ثراءً.
وكما تدرجت الأجزاء السابقة بعواطفها، كذلك كان لقاء الذكرى العشرين للسلسلة، مفعماً بالألفة والمحبة بمزيج من الفرح والحزن، فرغم حماسنا لرؤية أبطال حكايتنا معاً من جديد، إلا أن غياب البعض، ممن انتهت رحلتهم في ذاك العالم وحتى في عالمنا، كان مؤلماً، واستحضار ذكراهم حمل الكثير من الدموع لما كان لهم من أثر في نفوس الجميع.
ولأن الألم كان السمة الأبرز في مجريات الفيلم على مدى أجزائه، انعكس ذلك في حديث أبطاله، إذ فقدوا الكثير مقابل تكريس وقتهم في مواقع التصوير مع المسؤولية التي وقعت على عاتقهم في ذاك السن الصغير ليمثلوا شخصيات أشهر السلاسل الأدبية في العالم، فكانت التوقعات منهم كبيرة والضغوطات عليهم كثيرة لكن شعورهم بالانتماء إلى ذلك المكان الذي جمعهم سوية كان الحافز لهم للاستمرار.
“الزمن شيءٌ غامض” وسلسلة هاري بوتر أثبتت أنها عابرة للأجيال وليست مجرد مجموعة من الأفلام عُرضت في وقت من الأوقات وانتهت، فمهما كان الجيل الذي تنتمي إليه أو العمر الذي تبدأ فيه بالمشاهدة ستجد ما يجذبك ويُثير عواطفك دون أن تمل من مشاهدتها.
و”دائماً” هي الكلمة التي ختم فيها صناع العمل حلقتهم الخاصة، الجملة الشهيرة للراحل آلان ريكمان، المشهور بشخصية البروفيسور سنايب، وأرادوا من خلالها إثبات أنه بعد كل هذا الوقت سنعود دائماً لأفلام “هاري بوتر” ونتابعها كأنها المرة الأولى، وبالحماسة واللهفة ذاتها.
رغد خضور