ثقافة وفن

عن أول قصيدة حب في بلاد وادي الرافدين

 

المرأة في بلاد وادي الرافدين (العراق وسورية) هي بحق أجمل قصيدة حب في التاريخ، بل إن المرأة السورية والعراقية هي التي سطرت فصول أول قصيدة حب عرفها الإنسان، باعتبار أن الإنسان السوري والعراقي هو أول من زرع وأول من بنى وأول من أمسك بالقلم وأول من كتب من بني البشر في سومر وبابل وأور واكد والمناذرة وماري وأوغاريت وزنوبيا وآشور في حضارة عمرها 7000 آلاف عام قبل الميلاد.

وحضارة وادي الرافدين هي التي وضعت كتاب الحب الحقيقي الذي كتبه الفلاسفة والحكماء والأدباء والكتّاب في وادي الرافدين عبر مشوار طويل طوله عشرون قرناً ونيف من الزمان، الحب إذاً صناعة رافدية وزراعة رافدية وكتابة رافدية، فلنقرأ معاً أول شاعرة سومرية في بلاد وادي الرافدين (أركاجينا) وهي تغني في قصيدة حب في سمع الزمان من الشعر السومري:

ها أنا ذا أرى حبيبتي مقبلة

تتهاوى كنسمة الربيع بقوامها

بقوامها الذي يشبه النخلة الرقيقة

مرفوعة الرأس تداعب الريح ضفائرها

وتزين الثمار الحمراء خدودها وجيدها

قدماها لا تلمسان الأرض

وهي تخطو كراقصات المعبد وتتماوج ذراعاها ويداها

في دلال كأمواج البحر

اسمع صوتها يحمله النسيم

من بعيد كرنين قثيارة الحب

وفي (مملكة ماري) على نهر الفرات في سورية كان الشعراء والأدباء السوريون يلتقون بشعراء بابل ليتباروا بالشعر بالعامية العراقية والسورية ويجلسون في قاعات تم بناؤها في ماري بحيث إن الشاعر يلقي شعره دون وسيلة نقل الصوت بل يسمع صداه من على المسرح وهذا يدل على جمال هندسة البناء وتصميم القاعات حتى إن الملك البابلي (نبوخذ نصر) عندما زار (مملكة ماري) انبهر بفنون البناء السوري، وأهدى (لمملكة ماري) ثلاثة قوارب كبيرة لنقل المسافرين من ماري إلى بابل في نهر الفرات.

ترى هل هناك حب أجمل أو أرق من هذا الحب، ومازلنا مع المرأة السورية والعراقية في رحلة حبها.

 

إعداد: د.رحيم هادي الشمخي