دوليسياسة

شعبية رئيس الوزراء البريطاني في مأزق

 

في ذروة قوته في أوائل عام 2020 قام رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بتجميع قائمة بالنساء الخمس اللواتي كان لهن الأثر الأكبر في حياته، وأشار إلى أن منيرة ميرزا مديرة الوحدة العاشرة للسياسات على رأسهن كونها شغلت منصب نائب عمدة الثقافة خلال فترة عمله كرئيس لبلدية لندن، وهي معروفة بأنها العقل الموجه لمشروع جونسون، والشخصية الذكية والهادئة التي قامت بدور هام لإطلاق محاولته لقيادة حزب المحافظين والوصول الى رأس هرم السلطة كرئيس للوزراء.

لقد بقيت ميرزا حليفة جونسون مدة 14 عاماً، واستقالت بعد اعتراضها على ادعاء كاذب لـجونسون اتهم فيه زعيم حزب العمال كير ستارمر بالإخفاق في مقاضاة الإعلامي جيمي سافيل عندما كان رئيساً للادعاء، ورفضه الاعتذار عن هذا الاتهام. يذكر أن سافيل هو إعلامي شهير اتهم بعد وفاته بالاعتداء الجنسي على عدة أشخاص بعضهم كانوا قصراً، وتبين أنه كان يستغل شهرته في جذب ضحاياه والاعتداء عليهم، وفي خطاب استقالة لاذع وصفت ميرزا تعليقات رئيس الوزراء حول قضية سافيل بأنها “مشينة”.

كما غادر رئيس الاتصالات جاك دويل مؤخراً رغم أنه ادعى أن ضغوط الوظيفة على عائلته كانت هي السبب، وكان مدير العلاقات جاك دويل أيضاً في دائرة الضوء لحضوره حفلات “داونينغ ستريت” غير المشروعة أثناء الإغلاق، وغادر أيضاً دان روزنفيلد رئيس عملية طاقم رئيس الوزراء، ومارتن رينولدز سكرتيره الخاص الرئيسي الذي أشرف على هذه الفوضى. وبهذه الاستقالات تنهار محكمة جونسون تاركة القائد بلا أصدقاء وفي مأزق.

وبعد ساعات قليلة من استقالات أنصار جونسون الأكثر حماسة، قام مستشاره وخليفته ريشي سوناك الوزير الأكثر شعبية بتوبيخ رئيسه علناً حول تهمة ستارمر في مؤتمر صحفي الأسبوع الفائت.

ولم تكن ميرزا وحدها في الواجهة، فقد دفعت افتراءات رئيس الوزراء المزيد من النواب المحافظين إلى الدعوة للتصويت على الثقة في زعيمهم، وسيكون رحيلها كأحد مساعديه المقربين أكثر إيلاماً، ليصبح التحدي لقيادته أكثر احتمالاً. وإذا وجدت صور الاحتفالات الحزبية في “داونينغ ستريت”، والتي تم جمعها من خلال التحقيق ونقلها إلى الشرطة، طريقها إلى المجال العام، فسيتم إغراء المزيد من أعضاء البرلمان لتوقيع خطابات بحجب الثقة.

كما تهدد أزمة تكلفة المعيشة في المملكة المتحدة، والتي تفاقمت بسبب الارتفاع الهائل في فواتير الطاقة والإعلان عن زيادة أسعار الفائدة، بإلحاق المزيد من الضرر بشعبية رئيس الوزراء المتعثر، وحتى لو نجا جونسون من الجولة الحالية من الاستقالات والفضائح،  إلا أن شخصيته تنبض بالفوضى، ومعركته الحالية من أجل البقاء في السلطة، وليس من أجل النصر، لأن شعبيته تنهار يوماً بعد يوم.

 

تقرير إخباري – عائدة أسعد