وسط كذب الرواية الغربية تتزاحم الوساطات
تنطبق على الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، مقولة “كذب الكذبة وصدقها”. فهو، أي الغرب، الذي يسوق لفكرة “الغزو الروسي الوشيك” لأوكرانيا، وهو الذي يحشد ويحرض حلفاءه ضد روسيا، ومن ثم يتحدث في أحد أخباره عن الجهود الغربية المكثفة وحراكها الدبلوماسي، التي أدت الى بث جو من التفاؤل حيال إمكانية نجاح الجهود الرامية لمنع أي “غزو” روسي لأوكرانيا.
وفي هذا السياق تشير الأخبار الى أن المستشار الألماني أولاف شولتز سيعقد لقاءً مع قادة دول البلطيق في برلين، بينما يتوجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى مقر الحلف الأطلسي وبولندا. كما أن المستشار الألماني، الذي اتهم باتخاذ موقف فاتر حيال الأزمة، سيزور كييف وموسكو الأسبوع المقبل لعقد محادثات منفصلة مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي سيكون أول لقاء مباشر بينهما.
وتضيف المعلومات إعلان بريطانيا استعدادها لنشر ألف جندي إضافي للتعامل مع أي أزمة إنسانية على صلة بأوكرانيا، وأن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون سوف يلتقي الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في بروكسل اليوم قبل عقد لقاء آخر مع الرئيس البولندي أندريه دودا.
حتى الآن ما زالت الأخبار تتحدث بلهجة جنونية وكيدية عن المناورات العسكرية المشتركة في بيلاروسيا بين الجيشين الروسي والبيلاروسي “بهدف الاستعداد لوقف وصد هجوم خارجي”، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، فيما لم يكشف عدد الجنود المشاركين فيها، حيث أفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن “التدريبات تجري بهدف الاستعداد لوقف وصد هجوم خارجي في إطار عملية دفاعية”. وبالطبع لم تغفل الأخبار الغربية الإشارة الى الرد الأوكراني على هذه المناورات، بالقول إن الرئيس الاوكراني ندد بهذه المناورات قرب حدود بلاده، معتبراً أنها وسيلة “ضغط نفسي”، حيث قال في بيان إن “حشد القوات عند الحدود يمثل وسيلة ضغط نفسي من قبل جيراننا. لدينا اليوم ما يكفي من القوات للدفاع بشرف عن بلدنا”.
في المقابل، تؤكد أوكرانيا أنه رداً على المناورات الروسية، تبدأ أوكرانيا اليوم مناورات عسكرية مُعلن عنها مسبقاً، وأن هذه المناورات ستستمر من 10 إلى 20 شباط، والقوات المسلحة ستتدرب على استخدام طائرات مُسيرة من طراز بيرقدار وصواريخ من طراز (جافلين، و إن.إل.إيه.دبليو) المضادة للدبابات المقدمة من شركاء أجانب.
إذاً تندرج جميع هذه الأخبار في سياق الحملة الإعلامية الهيستيرية التي أطلقتها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد روسيا منذ شهر تشرين الثاني الماضي، وتزعم أن روسيا تنوي شن الهجوم على أوكرانيا، حتى عندما تقوم روسيا بحماية حدودها والدفاع عن مواطنيها فهي بنظرهم تستعد للحرب. لكن السبب الحقيقي وراء هذه الحملة لم يعد خافياً على أحد، وهو إعاقة افتتاح مشروع خط الغاز الروسي ” نورد ستريم2″ بين ألمانيا وروسيا، الذي ستقوم روسيا من خلاله بضخ الغاز الروسي الى أوروبا وبأسعار تشجيعية وأقل من أسعار الغاز الأمريكي، لذلك لجأت الولايات المتحدة الى تسويق فكرة الهجوم الروسي على أوكرانيا كي تضغط على ألمانيا لوقف المشروع كعقوبة لروسيا، لكن السلطات الألمانية أكدت من جهتها أن هذا المشروع تجاري بحت وبعيد كل البعد عن السياسة، وبالتالي لن توقف العمل به. لذلك تدعو إلى الحوار مع روسيا وتكثيف الجهود لنزع فتيل الأزمة حول أوكرانيا، وزيارة المستشار الألماني الأسبوع المقبل لروسيا وأوكرانيا تصب في هذا المنحى.
تقرير إخباري- هيفاء علي