الآثار الاجتماعية للحرب.. في ورشة عمل بثقافي السويداء
ناقشت ورشة عمل في ثقافي السويداء بعض القضايا الاجتماعية التي أفرزتها الحرب على سورية، حيث طرح المشاركون في الورشة مجموعة محاور تتعلق بالتربية والأخلاق، وآثار الطلاق على العلاقات الأسرية، ودور المؤسسات ذات الصلة في التخفيف من الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع، إضافة إلى دور وسائل التواصل الاجتماعي في تغيير المفاهيم الاجتماعية.
ودعا المشاركون إلى تسليط الضوء على المشكلات الاجتماعية ومعالجة أسبابها الحقيقية والحد من آثارها وتحصين الأسرة والمجتمع والحفاظ على تماسكهما، وهو مسؤولية تقع على عاتق الجميع من جهات حكومية وأهلية ومجتمعية وأسرية.
وتحدث عضو المكتب التنفيذي لمجلس محافظة السويداء، المحامي وائل المحيثاوي، عن آثار الطلاق الاجتماعية والنفسية على الأسرة بمن فيها الزوج والزوجة والأبناء وما تسببه من تفكك للعلاقات والروابط الأسرية والآثار السلبية التي قد تؤءدي إلى سلوكيات غير صحيحة ولا سوية، الأمر الذي يتطلب تعزيز التوعية بين الأزواج والسعي لخلق التفاهم والنقاش الشفاف بين جميع أفراد الأسرة.
وتحدث المحيثاوي عن الطلاق الآمن القائم على أساس قرار أسري ناتج عن المناقشة مع الأبناء والتفاهم معهم، والحوار الشفاف ليكون قرار الطلاق قرار كل أفراد الأسرة، ما يخفف من حدة الحالة النفسية للأولاد فيما بعد.
بدوره لفت مدير الشؤون الاجتماعية والعمل بالسويداء، المهندس سامر بحصاص، إلى أهمية تضافر جهود جميع المؤسسات والجهات الحكومية المعنية والتعاون والتشبيك مع مؤسسات المجتمع الأهلي والنقابات والمنظمات والاتحادات وغيرها للتصدي والحد من الظواهر الاجتماعية السلبية الدخيلة على مجتمعاتنا والتخفيف من آثارها، وأهمها انتشار العنف والمخدرات والجرائم والتشرد والتسول والتسرب من التعليم وغيرها.
وأكدت عضو الهيئة التدريسية في جامعة دمشق، الدكتورة نسرين السلامة، على أهمية التربية الأخلاقية كأحد أهم مكونات التربية الصحيحة منذ الصغر، انطلاقاً من الأسرة والمدرسة، مع ضرورة وجود القدوة الصحيحة كصمام أمان لتنشئة جيل ومجتمع قادر على أن ينهض من جديد متجاوزاً ما تعرض له من مفرزات آثار الحرب المفروضة على بلدنا، مبينةً أن التربية الأخلاقية هي عمود أساسي في كل المجتمعات، وهي أحد أهم مكونات التربية في كل العصور، مشيرة ًً إلى أن موضوع الأخلاق هو صمام الأمان الذي نستطيع من خلاله أن نعود، كما كنا، مترابطين ناجحين، فالأخلاق هي عماد المجتمع، وهي الأساس في كل تربية للوصول إلى مجتمع أفضل نستثمر به مواردنا البشرية بالشكل السليم.
بينما تحدث عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين، رفيق الكفيري، عن دور مواقع التواصل الاجتماعي، وما أحدثته من تغيرات عميقة في عملية الاتصال والتواصل الاجتماعي بين الأشخاص، ومساهمتها في تغيير الكثير من السلوكيات والتصرفات وإحداث تغييرات في منظومة القيم والتقاليد والعادات داخل المجتمعات، ما يستوجب الحيطة والحذر والوعي في التعامل مع التقانات الحديثة للاستفادة من مزاياها وفوائدها دون الإضرار بالعلاقات الاجتماعية والقيم المجتمعية التي تربينا عليها.
السويداء _رفعت الديك