سيناتور أمريكي .. مبدأ مونرو حلال على واشنطن حرام على غيرها
يثير كلام السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز عضو الكونغرس الأمريكي قبل أيام والذي نقلته شبكة البعث ميديا عن وسائل التواصل الاجتماعي عن مبدأ مونرو الكثير من إشارات الاستفهام حول ممارسات الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا، فأميركا لا تزال تمنح لنفسها ما لا تقبل أن يمارسه غيرها، بكل عنجهية.
ولو عدنا إلى “مبدأ مونرو” وهو إعلان الرئيس جيمس مونرو ، في ديسمبر 1823، بأن الولايات المتحدة لن تتسامح مع دولة أوروبية تستعمر دولة مستقلة في أمريكا الشمالية أو الجنوبية، محذرة من أنها ستعتبر أي تدخل من هذا القبيل في النصف الغربي من الكرة الأرضية عملاً عدائياً، وبالتالي فإن مبدأ مونرو تحول من كونه بيان غامض نسبيا ليصبح حجر الزاوية في السياسة الخارجية الأمريكية إلى الآن، وهنا لمن يتابع القضية الأوكرانية سيجد أن روسيا لم تعمل على شيء سوى الحفاظ على أمنها ومصالحها الإستراتيجية، وفق القياس الأمريكي نفسه، لأنها وجدت طوال السنوات الماضية محاولات للناتو للدخول إلى أوكرانيا، وعسكرتها لتشكل بشكل أو بآخر خطراً على أمن الاتحاد الروسي.
وبالعودة إلى كلام السيناتور الأمريكي ساندرز والذي تحدث بكثير من الأمثلة عن ممارسات بلاده التي أطاحت بعشرات القادة في دول عدة، وأثارت أزمات كادت تشعل حروباً عالمياً كأزمة الصواريخ الكوبية، استنادا لذلك المبدأ، إضافة لما أورده من أمثلة عن تدخلات الولايات المتحدة في زمن إدارة دونالد ترامب، نجد أن السيناتور الأمريكي والذي كان مرشحاً سابقاً للرئاسة الأمريكية وجد في العمل الروسي عملاً مشروعاً من وجهة النظر الأمريكية كي تحافظ على أمنها القومي بعد أن اسستشعر الروس الخطر على حدودهم، منبهاً إلى أن الولايات المتحدة كانت ستتخذ ذات الإجراء لو كان الأمر يتعلق بالأمن القومي الأمريكي.
وحذر ساندرز في ذات الوقت من أي تدخل أمريكي في مواجهة روسيا، لما يمكن لمثل ذلك التدخل أن يحمل من عواقب على عدة أصعدة، وضرورة أن تترك حرية تقدير السياسة الخارجية للدول والتحلي بالحكمة لحساب الفوائد والتبعات، مبيناً رأيه بأن دخول الولايات المتحدة وأوكرانيا في علاقة أمنية أعمق سيؤدي لتكاليف جدية لكلا البلدين.
كلام السيناتور الأمريكي يقودنا إلى تنامي الرفض الداخلي الأمريكي لخيارات النخبة الحاكمة وسعيها الدائم إلى إشعال الحروب وتأجيجها، فالعالم يتغير وعلى واشنطن قبل غيرها أن تعي هذه الحقيقة، فواشنطن لم تعد الوصي على العالم في ظل ظهور قوى عالمية قوضت الأحادية القطبية، وتسعى لأن تكون قواعد القانون الدولي والحوار هم أساس التعاون..
البعث ميديا