الأخلاق المهنية في ملتقى البعث للحوار في حلب
ضمن فعاليات ملتقى البعث للحوار واستكمالاً لسلسلة الندوات حول الأخلاق، أقام فرع حلب للحزب – مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الفرعي ندوة حوارية بعنوان “الأخلاق المهنية”، وذلك على مدرج الفرع.
وتحدث ضيف الملتقى د. حليم أسمر عميد كلية التربية عن القواعد الأخلاقية للعمل المهني وانعكاسه على المجتمع عموماً، مركزاً على علوم القيم والوجدان ، مبيناً الفروق بين علوم القيم والواجب والعلوم الأساسية التطبيقية، مشيراً إلى وجود رصيد إنساني فكري نجده في مختلف المنظومات ومنها المنظومة الدينية التي تشكل القاعدة الاخلاقية والإنسانية لأي عمل كسلوك وممارسة قوامها القيم والمبادىء الأخلاقية في التعامل والتعاطي مع الآخر، وفي الجانب المهني تحديداً بمختلف فروعه وصنوفه، ويتساءل المحاضر كيف علينا أن ننمي السلوك الأخلاقي، وهل المشكلة في المدارس أم في التربية أم في الأسرة أم المشكلة في كل شيء نمارسه، مؤكداً على ضرورة التحول من الإطار النظري إلى التطبيق العملي في انتهاج السلوك الاخلاقي، كما علينا أن نرمم القيم ونؤمن بالإخلاص للمهنة وأخلاقياتها المتفرعة إلى اجتماعية وصناعية وتجارية وغيرها، ودعا المحاضر إلى رعاية الجيل الشاب والذي يعول عليه في الحفاظ على قيمنا الاجتماعية الراسخة والتي تقدس العمل وتحترم المهنة، إضافة إلى التعامل الرحيم والتلطف لتقوية دعائم المجتمع.
د.علي عكام، عميد كلية الشريعة في جامعة حلب سابقاً، تناول في حديثه العديد من المحاور المتعلقة بطبائع المجتمع والإنسان والسلوك الأخلاقي كحالة مطلقة أم نسبية مستحضراً العديد من الشواهد والأمثلة، مبيناً أن الأمر هنا متفاوت ومتباين ويخضع للتغيير، إلا أن الواجب الأخلاقي يقتضي أن نحافظ على شرف وقسم المهنة، فالقسم هو تعبير إيماني مطلق يجسد ويرسخ أخلاقيات المهنة وقيمها، مشيراً إلى أن أي اختلال في الميزان الأخلاقي يؤدي إلى تصدع المجتمع.
محمد ماهر موقع، الذي أدار الحوار، طرح العديد من الأسئلة المهمة، منها ما تعلق بالفلسفة الأخلاقية ومدى تطابقها مع العمل، وكيف يكون الإيمان مجالاً لتفعيل الحالة الأخلاقية في الواقع المهني؟ وكيف نحافظ على الأخلاق كضرورة، أجاب عليها المحاضران بالتأكيد على أن الإنسان بسلوكه وممارسته يعتبر الأساس لتكامل كافة العناصر التي تبني المجتمع المتماسك والقوي.
وتداخل الرفيق عماد غضبان، عضو قيادة فرع حلب للحزب، رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام، موضحاً أن البنيان الداخلي للإنسان يتكامل مع البنيان الاجتماعي والاقتصادي من خلال الأخلاق والقيم في التعاون والإخلاص والرحمة والتلطف، معتبراً أن أي منصب هو خدمة مسؤولة يؤديها بأمانة وإيمان من أوكلت له، لافتاً إلى ندوات أخرى تناقش أبعاداً حياتية جديدة.
وتساءل عدد من الحضور عن الحلول، واستثمار الطاقات، والمحاسبة وعن أهمية وضرورة تحديث القوانين والتشريعات، وبما يواكب المتغيرات والمتبدلات لتكون وازعاً ورادعاً، ومحاربة الفساد من خلال معالجة العديد من البنى بدءاً من الأسرة والتعليم، إضافة للاهتمام بالتراث الفكري الوطني، والاهتمام بالجانب الإنتاجي والمهني الخلوق وتكريم المبدعين والناجحين كحافز ودافع لغيرهم.
حلب – معن الغادري – غالية خوجة
تصوير – عماد مصطفى