صاحب “حفلة التيس” في ذكرى مولده الـ 86
قبل 86 عاما وفي مثل تاريخ اليوم، 28/أذار، ولد الروائي والصحفي البيروفي الشهير “خورخي ماريو بيدرو بارغاس يوسا” أحد أهم واشهر أدباء أمريكا اللاتينية، والحائز على العديد من الجوائز الأدبية العالمية المرموقة، منها: جائزة أمير أستورياس للآداب 1986/جائزة ثرفانتس 1994/جائزة النقاد 1998/والجائزة الأهم عالميا، نوبل في الآداب 2010، ليصبح من الأدباء اللاتينيين الأهم عالميا، الذين نالوا هذه الجائزة، ومنهم بابلو نيرودا، سارماغو، أوكتافيو باز، وصاحب “مئة عام من العزلة” غابرييل غارسيا ماركيز، وهذا ما جاء في خطاب الأكاديمية حول أسباب منحه الجائزة: ” عن خرائط هياكل القوة التي رسمتها أعماله وتصويره النيّر لمقاومة الفرد وثورته وهزيمته”
رفدت أعمال يوسا الروائية، الأدب الللاتيني بموجة جارفة مما عرف بتيار “الواقعية السحرية” التيار الذي لفت انتباه العالم إلى هذا الأدب وما له من سحر وتأثير عاطفي قوي، بنزوعه نحو واقعية متخيلة، يكمن سحرها في السرد الغزير والكثيف للحكاية وتفاصيلها الدقيقة، مع التصوير الدقيق للشخصية والبناء المركب للحبكة والحدث، ومن تلك الأعمال: حرب نهاية العالم، امتداح الخالة، الفردوس على الناصية الأخرى، شيطنة الطفلة الخبيثة، بنتاليون والزائرات، إلا أن روايته “حفلة التيس” الصادرة عام 2010 هي الأشهر لدى قراء الأدب العالمي، وهي تمثل وبشكل حاسم الأسلوب التقني والحرفي الذي يمتاز به يوسا، يدور العمل حول شخصية ديكتاتور جمهورية الدومينيكان رافائيل تروخيو الذي اُغتيل عام 1961 بعد واحد وثلاثين عامًا من الحكم المستبد، والنقطة الأهم في هذا العمل الروائي الرفيع، هي معرفة القارئ مسبقا بمصير شخصية الديكتاتور، وهذا كان ليكون سهما قاتلا للعمل الأدبي، الروائي، لولا قدرة الكاتب المذهلة، في القبض على انتباه القارئ بشكل متواصل وبزخم لا ينقطع في تركيب الحدث، وإعادة ضبطه مرة أخرى حسب وجهة نظر الشخصية الراوية وموقعها في الرواية الأنفة الذكر.
يعتبر العديد من نقاد الأدب العالميين، أن رواية حفلة التيس، هي العمل الأدبي الأكثر ثقلا في نتاج يوسا، وكان لها كبير الأثر في نيله جائزة نوبل، وهذا يتسق مع ما ورد في خطاب الأكاديمية السويدية لسبب منحه الجائزة.
تمّام بركات