ثقافة وفن

في الذكرى الـ45 على رحيل العندليب الأسمر

العندليب الأسمر، اللقب الذي صار علامة فارقة وخاصة ووحيدة للفنان الذي أطعم الفن من كبده أيضاً.
عبد الحليم حافظ، بسمرته المصرية التي لوّحتها شمس القرية ، فأكسبت ملامحه رهافة تكاد “تنخذل” عندما يشرع هذا العندليب بالغناء، آخذاً بقطف القلوب عاماً بعد عام، تجيء اليوم الذكرى الـ 45 لرحيله، ومصر العزيزة تمر بما تمر به من محنة، بدأها الفن الهابط الذي جاء بعد غيابه، وعقب اتفاقية كامب ديفيد المخزية، بظهور العديد من “الطفيليات الفنية” التي عكست حقيقة تلك المرحلة من تاريخ مصر، ولم تنته “بتحجيب” التماثيل وتكسيرها، تلك التماثيل التي أقامها أحفاد الفراعنة بفخر عظيم لكبار الشخصيات الفنية والفكرية والأدبية المصرية في ساحاتهم العامة وشوارعهم الكبيرة.
بطل فيلم “أبي فوق الشجرة” كان رمزاً للشباب العربي على قدرة الإنسان طالما يريد الحياة بتحقيق حلمه، الحلم الذي صارت تحققه دعايات الكولا والهمبرغر هذه الأيام، فالشاب الذي بدأ حياته الفنية بالكثير من المصاعب التي اعترضت طريقه، سيصبح المغني الأشهر ربما في المنطقة العربية، والذي ستكون له في قلب كل جيل جديد مكانة لا يستهان بقيمتها وسط زمن الرداءة الفنية هذا، فلاتزال أغانيه الأكثر مبيعاً بعد قرابة النصف قرن على رحيله، حيث لم تزل سورة العشاق لا تكتمل آلاؤها إن لم يكابدوا معه في “حبك نار”، أو يطيروا على وقع كلمات “جانا الهوى”، أو يشعلوا شموعهم الذائبة من الوجد وهو يشدو “زي الهوى”.
وصف العندليب في مذكراته التي نشرت منتصف عام 1973، في مجلة صباح الخير، والتي أطلقت بعد 4 سنوات من وفاته، رغبته بالغناء قائلاً: “أحسست أني أريد أن أصرخ بكل ما حدث في عمري مرة واحدة: حب، وفاء، مرض، خيانة، صداقة، ألم، سعادة، رحلات إلى معظم بلاد الدنيا.
باختصار الحياة رحلة رائعة رغم كل ما فيها من آلام، والآن أحاول بهدوء أن أحكي للأوراق حكايتي”.
عبد الحليم حافظ (21 حزيران 1929- 30 آذار 1977)، مغن مصري، اسمه الحقيقي عبد الحليم علي شبانة، ولد في قرية الحلوات بمحافظة الشرقية، وتوجد فيها السرايا الخاصة به، وتوجد فيها الآن بعض المتعلقات الخاصة به.
قدم عبد الحليم في السينما ستة عشر فيلماً سينمائياً، وأكثر من مئتين وثلاثين أغنية، وقد قام مجدي العمروسي، صديق عبد الحليم حافظ، بجمع أغانيه في كتاب أطلق عليه: ” كراسة الحب والوطنية، السجل الكامل لكل ما غناه العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ”.

تمّام بركات