قيادة الحزب في ذكرى التأسيس الماسية: “البعث” امتلك قدرة التطوير الذاتي وفق متطلبات كل مرحلة
دمشق- البعث
أكدت القيادة المركزية للحزب في بيان لها بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الحزب (الذكرى الماسية) أن أهم ميزة للبعث هي امتلاكه قدرة التطوير الذاتي وفق متطلبات كل مرحلة، بحيث يستمر في مسك زمام الأمور مع البقاء عند مبادئه العامة والعريضة، فالتطوير الذاتي أساس تطوير الواقع من حولنا، لأنه لا يمكن لفكر جامد أن يؤثر على واقع مرن ومتحرك، وقد استطاع الحزب تطوير أدائه مع تمسكه الثابت بالقضايا الكبرى لأمته، كقضية فلسطين وتحرير الجولان، ومواجهة الصهيونية، والتأكيد على العروبة جامعاً ثقافياً وتاريخياً لكل من يعيش على الأرض العربية.
وأضافت القيادة في بيانها أن الميزة الثانية للبعث كانت ظهور قائدين تاريخيين من صفوف الحزب، القائد المؤسس حافظ الأسد وقائد التصدي الكبير في وجه أعتى الحروب وأكثرها إرهابية، وقائد عملية التطوير والتحديث، الرفيق الأمين العام للحزب سيادة الرئيس بشار الأسد..
وفيما يلي نص البيان:
تعد ذكرى التأسيس هذه السنة مفصلية في إطار تقييم مسار الأداء الحزبي طوال خمس وسبعين عاماً مليئة بالأحداث العظام والتغييرات الجادة والنوعية. السؤال الذي لابد من طرحه يتعلق بكيفية إدارة الحزب لحركته طوال هذه المراحل واستمراره في المحافظة على الدور الأهم، والمحرك الأول، في تاريخ سورية، إضافة إلى تأثيره الواضح على مجمل الواقع العربي..
غالبية الأحزاب إمّا تعزل نفسها عن حركة الواقع الموضوعية، مؤطرة نفسها في أطر إيديولوجية جامدة (ديماغوجيا)، وإما تنصاع للواقع فتتخلى عن مبادئها وفق أطر براغماتية مبتذلة. في الحالتين يضيع سمت تأثير الحزب على حركة التاريخ.. أما البعث فقد امتلك ميزات بنيوية عززت قدرته على الاستمرار:
إن أهم ميزة للبعث هي امتلاكه قدرة التطوير الذاتي وفق متطلبات كل مرحلة، بحيث يستمر في مسك زمام الأمور مع البقاء عند مبادئه العامة والعريضة. فالتطوير الذاتي أساس تطوير الواقع من حولنا، لأنه لا يمكن لفكر جامد أن يؤثر على واقع مرن ومتحرك. وقد استطاع الحزب تطوير أدائه مع تمسكه الثابت بالقضايا الكبرى لأمته، كقضية فلسطين وتحرير الجولان، ومواجهة الصهيونية، والتأكيد على العروبة جامعاً ثقافياً وتاريخياً لكل من يعيش على الأرض العربية.
والميزة الثانية هي ظهور قائدين تاريخيين من صفوف الحزب، القائد المؤسس حافظ الأسد وقائد التصدي الكبير في وجه أعتى الحروب وأكثرها إرهابية، قائد عملية التطوير والتحديث، الرفيق الأمين العام للحزب سيادة الرئيس بشار الأسد..
والميزة الثالثة أنه الحزب الذي أسهم مع شعبه في بناء جيش عقائدي حمى الوطن في كل النوائب، وكان أداؤه في مواجهة أعتى الحروب وأكثرها وحشية ، الأداء المعجزة الذي أصبح مدرسة لغيره من الجيوش على جميع المستويات.
والميزة الرابعة أنه الحزب الوحيد في العالم الذي ضحى بنفسه من أجل تحقيق أهدافه عندما وافق على حل تنظيمه في سورية فداءً لتحقيق الوحدة العربية أثناء قيام الجمهورية العربية المتحدة بين سورية ومصر (1958 – 1961)، مع اعتقاده الجازم أن من أخطر ما واجه الوحدة هو منع الحركة الحزبية الجماهيرية، وهي الحركة الوحيدة التي كانت قادرة على حمايتها.
الميزة الخامسة أنه الحزب الوحيد في العالم الذي ضحى بجزء مهم من سلطته عبر مشاركة أحزاب أخرى بهدف ترسيخ الوحدة الوطنية . فأثناء الدعوة لقيام الجبهة الوطنية التقدمية بداية السبعينيات كان الحزب في أقوى حالاته للاستئثار بالسلطة وبقيادة الدولة، إلا أنه بادر بتأسيس وحدة وطنية راسخة هي من أهم عوامل قوة سورية، حيث حاور الأحزاب الأخرى لتأسيس الجبهة. إنه الحزب الوحيد في العالم الذي يشارك في تشكيل الحكومة مع أحزاب أخرى ومستقلين، على الرغم من أن خمساً وستين بالمئة تقريباً من مقاعد السلطة التشريعية هي للحزب..
والميزة السادسة هي قدرته على الجمع بين إيجابيات الحزب الجماهيري واسع العضوية والحزب الكادري القائم على نوعية العضوية. واستناداً إلى توجيهات أمينه العام عمل الحزب ويعمل على استخلاص النوع من الكم، بحيث استطاع تشكيل كادر متميز مع الحفاظ على جماهيريته العريضة..
هذه الميزات عززت قدرة الحزب على الاستمرار في زمن تتراجع فيه وتنهار أحزاب كبرى في الشرق والغرب، وتفشل أحزاب في قيادة الحركة الشعبية في دول أوروبية كبيرة ناهيك عن انهيار الأحزاب الشيوعية في أوروبا الشرقية..
وهذه الميزات لا تقتصر أهميتها على حماية 75 عاماً من الأداء، وإنما هي مستند الثقة بالمتابعة حاضراُ ومستقبلاً في مرحلة هي لاشك من أصعب مراحل التاريخ المعاصر …