عندما تخرج الدراما عن القانون
حاولت الأعمال الدرامية السورية 2022 الخروج عن الأعوام السابقة، ولاحظنا ولوجها الحقيقي إلى الواقع السوري، والتي ابتدعت منه قصصها واستقطبت أنظار المشاهدين ولم تكن “تضييع وقت”، بل قصدت العرض بجرأة أكبر للسلوكيات السلبية والتجاوزات القانونية ظهرت خلال فترة الأزمة، ولا شك أن هذه الطرق والوسائل لم تك من نسج الخيال إنما كانت مستمدة من الواقع، بدءاً من أسلوب تهريب العملة بقمصان جديدة، إلى تهريب الأسلحة في براميل زيت مفرغة من الوسط، إلى التلاعب بكمية البنزين من خلال تمييل الشاحنة لتغيير مستوى الوقود، اضافة الى المتاجرة بالأعضاء البشرية ولكن هذه المرة بقبول صاحب العلاقة، بغية تأمين ما يلزم للسفر، بعد محاولات التاجر في إقناع الزبون بعدم وجود مكان له في الدنيا إذا كانت أعضائه كاملة، مع التطرق إلى عمليات الاغتيال وطريقة تنفيذها وغيرها.
دراما سورية 2022 اجتهدت بنقل هذا الواقع الذي غاب عن بعض السوريين المغيبين تماما عن المناطق الساخنة.
ولكن من الضروري جدا الانتباه أن تكثيف هذه الوسائل التي تتجاوز القانون وتخالف العادات والتقاليد من بلطجة وألفاظ نابية وعلاقات غير مشروعة واستخدام المرأة بأسلوب مستفز والجرائم بكل أنواعها وأساليبها وعرضها بالتزامن مع وقعها على بعض وسائل التواصل الاجتماعي التي أدت دورها كوسيط خبيث بإسقاط شخصيات أبطالها عل أشخاص حقيقيين ممكن أن تؤدي إلى نتائج عكسية لم تؤخذ بالحسبان لأن الأعمال الدرامية لها قوة تأثير هائلة على المجتمع وحتى لا يعتبر ما يقدم على أنه ترويج للأساليب الخارجة عن القانون يجب أن لا تقدم بإطارات جذابة لدرجة التعاطف.
فالدراما مطالبة بأخلاقيات مجتمعية سليمة لا أن تساعد بنشر السلبيات دون حماية وضرورة سرية بعض المعلومات أمر مهم جدا للحفاظ عل أمن المجتمع واستقراره الذي لم يتعاف بعد من آثار الأزمة.
ريم حسن