ثقافة وفن

جلالة الانتظار

جلالة الانتظار

ممشوقة الوقت..

تناطحين سحاب التكتكة

وجموع رملي

مضمّدة بعبور خطاكِ..

يشدّني وترٌ شفيف الظنّ..

كي أراكِ

بمساحة حكاية وغيمة نهود..

وأبشّرك بشقاوة طالعة

من متسع طيش..

على مدّ بصيرتك وبصري..

سأفترش أوراقي

وأمدد السطور بماء الأوان..

إيه يا جلالة الانتظار..

تويجاتٌ باهظة الرهان..

فمن أعلن بلاغة الغيب

وغادر متراس رعشي وناري..؟

****

أصدق الخيبات..!

كآلهة الحروب كنّا

نترقب الصحو

بعين الأسى..

بعد هدنة.. كررنا دماء اختلافنا..

على مذبح ملحد..

وداعبنا الخوفَ بكلّ إيمان..

كنتِ..

تبكين من حماقة أشعاري

ولم أتعظ من نمو غروبك..

هكذا فاجأني بقائي..

على رِجْل واحدة

تحت مزراب بسيقان شِحَاح…

ليتني..ما أذِنتُ لصوتي بالرحيل…

و ما خاصرتُ مواعيدَ الخيال…

ليتني (متُّ قبل هذا)…

يا أصدق الخيبات…!

يا أنت..

قلائدُ البحر على مضض تحرسُكِ..

والماء من تحتي يسير.. يسير..

ليتني (متُّ قبل هذا)…

يا أصدق الخيبات…

يا أنت..!

***
سيرة..!

دعيني أكملُ نَصّي..

قنديلي زيته مخنوق..

المغفرة المغفرة…

ثمة أنين يلتصق بي..

حيرة تؤجج مناسك حبري…

أأطلي بسوادي عمر خواطري..

أم بالسواد أخاطبني بلغة الأسوار..؟

تضيق أشعتي الهاربة..

فلِمَ كل هذي القيود…..

و لِمَ اصطفاني الانتماء لثياب مقلّمة…؟

وتسيل سيرتي…

كهجرة مكتومة..

انتقيت من سربها طير النزوح..

ليعزّيني الجناح بألف آه

استوحشتني في لحظة طموح…!

***
يا حسرة..!

سأصدّق انكسار المرايا…

حارس القوس

رماني… بالأبيض والأسوأ…

صرير متواطئ على مرمى سطر…

قالتْ من  البعيد البغيض…

دع عنك  الختام..

جهاتٌ ألقت تاءها المبسوطة

بغرور آمن..

آه ..مَنْ رَبطَ اشتعالي

بسترة اليقين…؟

آه..لو رممتِ عطشي..

لغسلتُ دمعي بقداسة الأهداب…

آه كم…

(تشتاقهم عيني وهُم في سوادِها..)

يا حسرة…

كم أغواني استلقاء الناي

على جدران مسامعي…

وكم رميتُ  ماشاب مني في باحة

البلوى…!

***

ما أقساني..!

في أول كمين نصبته لكِ..

تذكرتُ ما سالَ من صور….

فكيف هربَ شَعرك الغجري

إلى أقاصي

السر..؟

ممسوسة خرائطي

من تهافت الرماد..

فمن يرتق اتجاهي…

وقد تشققت ثياب سخائك..؟

وعدني الصليبُ بمسار دم..

فتحتُ قوساً

لتمخر غربتي في حصار الكلام..

يا أزلية المحن..

لو جاءني البقاء مختالاً

لرفضتُ فضة الأيام..

آه…ما أقساني..!

***
استفسار..!

كم أنتِ صدئة كغيبوبة شاعر…

على بيادر المعاني

أحزُّ الأنا تلو الأنا..

يا أنت…يا سخيّة التتمات..

سأمنحكِ نظماً ضاحكاً…

وفماً بلا مآرب…!

مولع بالاختصار أنا…

أتناوب على الشهاب…

وتتناوب السماء على ترقُّبي…

كان مزاج بدايتي عذباً…

حين اخضوضر شعوري..

بالله عليكم..من اغتال تقلّبي..؟

***

يقين..!

انتعلتُ نصفَ المسافة..

وتركتني أزدهي

ببقايا الطريق..

كان المدى عابساً…

على خده

شامة كسؤال الظنون..

ودون سبب….

استنسختُ الذهول

وكررتُ مفردات

أنفاسي المحبوسة….

خفقة تلو أخرى..

(كان الوداع ابتسامات)..

وكنّا.. نواظب جهاتنا على يقين الهبوب..

فأدركنا ذات مدى نباهة الأزل..!

***

غصّة..!

للدندنة أقراط…

من طلاوة المشهد

طافت مقاماتي..

حدثٌ..يطلُّ بخبر

من رميم أطلال..

أمتطي صهوة الحياد.

وأداوي الرياح المنهكة

بدم يغلي..!

للدندنة ألف مجال

كخلاصة تشتهي الاستثناء

ساعة أشاء..

اسمعيني بكامل غصتي..

عِقْدُ الصبرِ ملامحٌ دائرةٌ..

تُدحْرج انتظار المواسم..

سأحملني قسراً..

وأراوغ أقدامي

بنبرة الجدال..

وأبارك لمدِّ النظر

تعاسة الظلال..!

***
مواسم..!

ذابت الخطوة..

فأُثلجَ صدر الطريق..!

يقظةٌ استحمّتْ

بعرق الوصول..

كيف أصيحُ

وأصابع رغبتي

تسبق العناق..؟

كيف..

ورصيفي مستند

إلى قدم وساق..؟

عجزتُ بملء تصوري..

عن زبد مضنٍ طفا

على قامة النشيد..

وصبوة ترجّلتْ

عن صحوة القلم..!

تربكني اللمسة البكر…

حين ينفتح النبض

على نسخة ارتعاش ..

أنتِ.. بهية دوني…

وأنا.. بهيٌ دونك..

وحروفنا.. زعمتْ عطفها..

وما زلنا..

أوسع من موسم الأقوال..!

 

رائد خليل