سورية: تحقيق عالمية اتفاقية الأسلحة الكيميائية لن يتم دون إلزام (إسرائيل) بالانضمام إليها ووضع أسلحتها تحت الرقابة
أكدت سورية أن تحقيق عالمية اتفاقية الأسلحة الكيميائية لن يتم دون إلزام كيان الاحتلال الإسرائيلي بالانضمام إليها ووضع أسلحته النووية والكيميائية والبيولوجية تحت الرقابة الدولية مشددة على ضرورة توقف بعض الدول الغربية عن تسييس عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وحرفها عن الأهداف التي وجدت من أجلها.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح لـ سانا اليوم “ترحب سورية بالذكرى الخامسة والعشرين لدخول اتفاقية الأسلحة الكيميائية حيز النفاذ باعتبارها أول اتفاق متعدد الأطراف للقضاء على فئة كاملة من أسلحة الدمار الشامل وتؤكد في هذا السياق أن تحقيق عالمية اتفاقية الأسلحة الكيميائية يمثل خطوة مهمة جداً في ضمان إقامة نظام عالمي فعال ضد الأسلحة الكيميائية إلا أن هذا الأمر لن يتحقق من دون إلزام (إسرائيل) بالانضمام إلى هذه الاتفاقية ووضع أسلحتها النووية والكيميائية والبيولوجية تحت الرقابة الدولية”.
وأضاف المصدر “إن سورية انضمت إلى اتفاقية الأسلحة الكيميائية في عام 2013 طواعية وبحسن نية إيماناً منها برفض استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل أي كان وفي أي مكان وتحت أي ظرف وهي نفذت قرارها السيادي بالانتهاء من الملف الكيميائي وتم ذلك بالفعل خلال وقت قياسي وأنجزت ما لم تنجزه بعض الدول المنضمة قبلها إلى الاتفاقية بسنوات عديدة رغم الظروف الصعبة والمعقدة جداً التي مرت وتمر بها سورية ورغم محاولات بعض الدول الغربية تشويه صورة التعاون غير المسبوق الذي قدمته سورية ومارسته باعتراف المنظمة وعدد كبير من الدول الأطراف في الاتفاقية أيضاً”.
وتابع المصدر “في هذه المناسبة وبعد الاطلاع على ما جاء في بيان الاتحاد الأوروبي الصادر بتاريخ الـ29 من نيسان 2022 بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لدخول اتفاقية الأسلحة الكيميائية حيز النفاذ والمليء بالنفاق والمغالطات والتضليل وانطلاقاً من حرص سورية على منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومستقبلها فإنها تؤكد على ضرورة توقف بعض الدول الغربية عن تسييس عمل هذه المنظمة وحرفها عن الأهداف السامية التي وجدت من أجلها”.
وأكد المصدر أن سورية ترفض ما جاء في هذا البيان الأوروبي وترى أنه استمرار للمواقف المضللة التي دأب الاتحاد على اتخاذها منذ عدة سنوات ومحاولاته المستمرة أيضاً لإقحام هذه المنظمة الفنية مجدداً بقضايا سياسية وأمنية بحتة وتوجيه اتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة خدمة للأجندات السياسية للاتحاد الأوروبي ضد سورية والاتحاد الروسي وتبريراً لاستمراره في فرض سياساته وإجراءاته الاقتصادية القسرية أحادية الجانب اللاأخلاقية ناهيك عن تقديم بعض دول الاتحاد الأوروبي كل أشكال الدعم للإرهابيين في سورية بما في ذلك التغطية على جرائم استخدام الإرهابيين للأسلحة الكيميائية في سورية بهدف اتهام الحكومة السورية باستخدام تلك الأسلحة.
وأوضح المصدر أن تلك الدول قامت مؤخراً بإرسال كل أنواع الأسلحة والمرتزقة بمن فيهم إرهابيو سورية وخاصة جماعة (الخوذ البيضاء) الإرهابية إلى أوكرانيا دون أي حسابات لمخاطر وتداعيات هذه الممارسات اللامسؤولة وما نراه اليوم من فبركة لمسرحيات استخدام أسلحة كيميائية في أوكرانيا هو استمرار لفبركة المسرحيات نفسها التي قامت بها بعض دول الاتحاد الأوروبي في سورية على مدار السنوات الثماني الماضية.
وأشار المصدر إلى أن التاريخ الحديث والمعاصر شهد أبشع أعمال العدوان والغزو والتدخل التي قامت بها العديد من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية حيث قتلت وشردت الملايين من الضحايا الأبرياء في دول عديدة بما في ذلك استخدامها للأسلحة الكيميائية والبيولوجية في أماكن مختلفة من العالم.
وختم المصدر بالقول: إن سورية تؤكد في هذا المجال أن من يجب أن يحاسب على استخدام أسلحة الدمار الشامل هو تلك الدول الغربية على ما ارتكبته من جرائم بحق الإنسانية في انتهاك فاضح للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.