ثقافة وفنسلايد

توب 5 أسوأ مسلسلات محلية لموسم 2022

البعث ميديا || تمّام بركات:
5 مسلسلات محلية تنافست هذا العام على الدخول في قائمة “توب5 أسوأ مسلسلات محلية لموسم 2022” وجاءت هذه الأعمال وفق الترتيب التالي، من السيئ للأسوأ: جوقة عزيزة، الكندوش، حوازيق، بينما يتنافس بقعة ضوء مع الفرسان الثلاثة على أسوأ مرتبة.
جوقة عزيزة
لا بد من القول أن الديكور كان مميزاً في العمل، وغير ذلك فإنّ رداءة العمل لم تخفَ على أحد، بدايةً من النصّ، فهو يقترح قصة في سياق يجمع الفنّ مع التاريخ، ولكن بطريقة تدفع الجمهور لكراهية كلّ منهما، هناك استجداء وتوسّل في النص لقيم الحداثة والصراع التنويري الفكري، من خلال شيخ ” متشدد” يحاول إيقاف عزيزة، والحق يقال فقد وجد الجمهور نفسه مع هذا الشيخ ضد عزيزة بسبب رداءة الأداء، والحوار، والإخراج؛ نقاط الفشل لا تحصى، ولكنّ الّنقطة الجوهريّة الكبرى هي في غياب أي مصداقية تاريخية لما يحدث، القائمون على العمل انبروا للدفاع قائلين أن دمشق الثلاثينات كان فيها مظاهر من هذا النوع، وذلك قد يكون صحيحاً، ولكن ما علاقة ذلك بالمشكلة؟ المشكلة تُظهر عزيزة منقطعة عن أي سياق اجتماعي وتاريخي، وهو انقطاع قائم على إجبار القصة والأحداث أن تكون في خدمة نجمة مواقع تواصل تُريد الحصول على صور ” تريند” أكثر مما تريد أداء قصة درامية، المُخرج الذي واظب على ” ستايل” إخراج مسلسله الأسبق” خاتون” لم يقم بأي جديد يتناسب مع اختلاف القصة هذه المرّة، بالنسبة إليه عزيزة هي خاتون، وخاتون هي الأميمي، والأميمي هو وردة، ووردة هي شامية، لا فرق بين عمل وآخر في الحلول العبقرية الإخراجية.
الكندوش
هذا العام ظهر الكندوش2 أقل فشلاً من الكندوش1، ليس لأنّه أفضل، الجزء الأول السابق بدأ وانتهى بحلقاته المديدة الرهيبة دون قصة وصراع وحبكة، فقط رغبة بإظهار نجم جديد دفع به والده النجم القديم لاقتحام غمار الدراما، في العمل السابق شعر الجمهور في الحلقة الأخيرة أنّه كان مدعواً إلى عرس لم يحضر فيه العريس، ولكن في هذا الجزء فقد كان الفشل أقل، ليس لأن الجزء الجديد أفضل من سابقه، وإنما لأنّ الجمهور يشعر بالألفة مع قصة عايشها في جزء سابق، وأقام علاقات ألفة مع مشاهدها الخالية من أي تشويق أو جودة، وهي نفس الألفة التي تنشأ مع برامج الطبخ والمسابقات، قائمة على ساعات طويلة رهيبة من المشاهدة، والآن جلس للمشاهدة على أمل أي تحسّن، والهدف الرئيسي للجمهور هو الأمل بأن لا يكون قد أهدر ثلاثين ساعة في الجزء السابق، ولكنه للأسف أهدر في هذا الجزء ثلاثين ساعة أيضاً، الخلافات بين صنّاع العمل كانت بنفسها مسلسلاً آخر، فقد انتقد الأستاذ الكبير حسام تحسين بك مخرج العمل واصفاً إياه ب” المريض النفسي” لأنه تعمّد إزالة أسمه مع اسم أيمن رضا من شارة العمل، وأضاف أن المخرج قام بتدمير العمل.
حوازيق
تبدأ الطامة في هذا العمل من العنوان، ثمّ من الفكرة الرئيسة للقصة، العمل الذي يصنَّف ضمن المنفصل المتصل هو كذلك فعلاً؛ منفصل عن المتعة ومتصل بالملل، ويظهر أن فيه محاولة لإعادة بعض العناصر التي كانت تنجح فيما سبق، مثل بساطة مسلسل عيلة خمس نجوم، ولكنّ من خلال حبكة مستنزفة وهي اضطرار عائلة للتعامل مع فندق بسبب الظروف، ولأن صناع الدراما يولون أهمية كبيرة بالحلقات الأولى، وذلك لضمان الحصول على الجمهور وعدم الخروج من المسابقة الرمضانية، فإن ذلك ما وقع مع المسلسل ولكن بطريقة معاكسة، فمنذ البداية خسر الجمهور والسباق، ولم يبق منه سوى لوحات إعلانية في دمشق لم تنجح بإعادة الجمهور للمتابعة، وإنما وضعت مبدأ الإعلان التجاري كله موضع التهديد والتشكيك، العمل ربّما امتدّ فشله إلى الإعلانات التجارية كلها.
ممثلون يشكلون قامات كبيرة في الأعمال الكوميديا، مثل سامية الجزائري وأمل عرفة، ربّما يكون العمل قد وضع مسيرتهم المهنية موضع التهديد، نقاط الضعف تبدأ من الكارثة التالية: يحاول النصّ محاكاة نوع ” السيتكوم” ولكن في بيت شامي، وأرض الديار هي مكان ” خارجي” بينما السيتكوم يقترح المكان الداخلي، وهناك تأكيد على مبدأ ” الغلاظة” كمُسبّب للكوميديا، أي: واحدة من الشخصيات غليظة ويُعاني منها باقي الشخصيات، على سبيل المثال ” الضيفة اللزقة” التي تضطرهم في أحد الحلقات إلى حرق البيت لجعلها تغادر، ولكنّ الغلاظة التي يجب أن يشعر بها الشخصيات تجاه شخصية أخرى، كانت في الحقيقة هي ما شعر به الجمهور تجاه العمل ككل، وعلى أصوات البحرة” التي تخدء خدء” جاءت ملامح نوع ” البيئة الشامية” لتشوّش على نوع ” السيت كوم” فظهرت الشخصيات المُعاصرة هائمة على وجهها في أرض الديار، بطريقة توحي أننا في بيت شامي تم تحويله إلى مطعم وليس فندق، صحيح لم يكن هناك مطعم، ولكنّ لأنه بيت شامي لا علاقة له بالقصّة، ومُقحم عليها، يُضاف إلى ذلك رداءة التقاط الصوت عموماً.
الفرسان الثلاثة
العنوان يوحي بعمل تاريخي، ولكنّ الجمهور يكتشف أنهم ليسوا فرسان حرب وطعان، وإنما فرسان فشل، فقد ظهر قريباً من خلطة تجمع بين شخصيات وأجواء “يوميات مدير عام” مع نموذج “جميل وهنا” أو “الوزير وحرمه”، يعطي إيحاء بأنّه عمل ” ماضوي” من فترة أواخر التسعينات، شخصيّات المتقاعدين لا تمتلك أي هدف أو بعد درامي، مما جعلها متقاعدة ليس فقط من العمل، بل ومن الدراما أيضاً، مع افتقار تامّ لجواب على السؤال الدرامي الحاسم: لماذا يُنتج هذا العمل الآن؟ الموسيقى كارثيّة لأنّها تتوسّل الأجواء الكوميدية في حين يرى الجمهور سماجة وتكلف، فتزداد كمية الإزعاج، وهذا الإزعاج هو الأمر الوحيد المرتبط بتجربة المشاهدة المُضنية.
نقاط الضّعف على مستوى النصّ، والّذي دُفع دفعاً إلى المؤسسة العامة للإنتاج، قام المخرج الشاب بتكريسها، المخرج تعامل مع المسلسل بطريقة” أريدُ أن أحصل على مشهد يخلو من الأخطاء وليس مشهد جيّد” كما أنّ العلاقة بين اللقطات داخل كلّ مشهد، ثمّ العلاقة بين مشهد وآخر، جاءت تحت هيمنة ذهنيّة “مونتاجيّة ” تفكّر بالقطع أوّلاً، فتُعطي كل قَطعة – بفتح القاف- مونتاجيّة أولويّة على مضمون المشهد، وهذا ما قضى على الكوميديا التي كانت ضعيفة أصلاً في النصّ، يتزامن ذلك مع اعتماد كبير على حركات الكاميرا المحمولة” الرونينغ” فكان الاقتراب والابتعاد، أو التحريك يميناً ويساراً، يُلائم قصة بوليسية أكثر مما يلائم قصة كوميديا، وهذا من الأخطاء القاتلة للمُخرج.
ما سبق أدّى إلى أحجام القنوات العارضة عنه، وأخيراً عثر لنفسه على توقيت مشاهدة ضعيف ضمن ساعات البثّ، الذين فاتهم العمل لم يخسروا شيئاً.
بقعة ضوء
بعد الأجزاء التي أخرجها الليث حجو، بدأ العمل بالهبوط منذ ذلك الوقت، ثمّ استطاع سامر البرقاوي أن يُعيد إليه ألقه، وبعدها دخل العمل في طريق منحدر نحو الفشل، فسنة بعد سنة كان يظهر أكثر رداءة، وفي كل عام يتفوق على رداءة العام السابق، إلى أن وصل إلى أسفل دركات الفشل في الجزء 13 سنة 2017، بعد ذلك تنفس القائمون على العمل الصعداء وفق فرضية أنّه لن يكون هناك أسوأ من ذلك الجزء، حتى ولو قام بإخراجه مجموعة من الهواة، وهذا ما حدث في هذا الموسم على ما يبدو، فقد خطر ببال الشركة أن تكلّف مجموعة من المخرجين” الشباب” بإخراج العمل، الأمر الذي يُعيد للأذهان تجربة ” سينما الشباب” ولكن هذه المرة في الكوميديا التلفزيونية.
بدأ إنجاز العمل مع المخرج رامي ديوب، الذي قرر بدء التصوير في قرى الساحل، فاختار بعض اللوحات التي تُناسب ذلك الهمّ السياحي، ووقتئذ لم تكن الشركة قد حسمت أمرها بشأن المخرجين الشباب، وكانت النية بإسناد العمل للمخرجين الشباب غير مؤكَّدة بعد، وتتراوح بين إعطاء بضع لوحات لكل منهم، أو إعطاءهم جميعاً نصف العمل على أن يقوم ديوب بإخراج نصفه.
ولكن ما أن بدأت اللوحات التي يقوم ديوب بتصويرها تصل للشركة، وما أن ظهرت النتائج، حتى قررت خطر ببال الشركة ليس فقط زيادة حصة المخرجين الشباب من اللوحات، بل كف يد ديوب عن تكملة أي لوحات أخرى غير التي ذهب بها تحت مسمى اللوحات ” الريفية” وهنا انتقلت الشركة إلى ورطة جديدة.
الشباب ” الطيبة ” الذين قاموا بالإخراج، تحت مبرر ” فرص جديدة” وكفاءات شابة” ربّما قام كل منهم بوضع مسيرته المهنية في تهديد حقيقي، لأن الذي أدار الإخراج في حقيقة الأمر لم يكن أي منهم، وإنما فريق التصوير الثابت بينما يتبدل المخرجون، مع ملامح طفيفة للتمايز من مخرج لأخر، وهي ملامح بالكاد تظهر، ولم تقدّم للعمل إلّا تمايزاً في الرداءة، فبينما أظهر محمد مرادي ضعفاً في إدارة الممثل وفهم اللوحة، كان عمرو علي ميّالاً إلى أسلوب الفيديو كليب، في حين قام ورد حيدر بالاعتناء بأحجام اللقطات على حساب الأداء، وغيرهم من المخرجين فقد كانوا أوفياء لإرشادات المخرج المنفذ، وجميعهم وجدوا أنفسهم تحت ضرورة الالتزام ب” الستايل” الذي بدأ به رامي ديوب، بسبب الخشية من فقدان الهوية الإخراجية العامة، فذلك قد يعني ظهور عدد من الستايلات في عمل واحد، وكان رامي ديوب واقع تحت محاولات تقليد أعمال الليث حجو في ” ضيعة ضايعة” و” الخربة” ولكن بطريقة مشوّهة، يُضاف إلى ذلك رداءة النصوص في الأصل، ما جعل هذا الجزء هو الأسوأ ليس فقط في تاريخ بقعة ضوء، بل في تاريخ الأعمال الكوميدية السورية التي تعتمد مبدأ ” السكيتش” الكوميدي، مثل مرايا، ببساطة، كونتاك وغيرها.