هكذا ختم بعض طلاب الصفوف الانتقالية عامهم الدراسي!
لماذا ينتقم الطلاب من الأوراق بهذا الشكل؟ وإلى متى سيتكرر هذا المشهد المسئ؟ وما دور الأهل في هذه المسألة؟
هذه التساؤلات ضجت بها صفحات الفيسبوك امس، مع نهاية امتحانات الصفوف الانتقالية، حيث تم تداول صورٍ تظهر انتشار أوراق الكتب والدفاتر الممزقة في الشوارع أمام المدارس.
هذه الظاهرة غير الحضارية تتكرر سنوياً نهاية كل عام دراسي، فيما يشبه ردة فعل من قبل الطلاب، وكأن لديهم ثأر قديم مع كتبهم ودفاترهم، الأمر الذي عبر عنه مرتادي التواصل الاجتماعي بأنه مظهر مخجل ومحزن، ويمكن أن نعزوا ذلك لتحول العلاقة بين الطالب والعلم لمجرد حفظ، وعلامة، ونجاح، وليست علاقة معرفية.
فيما اعتبر البعض أن هذا المظهر يعكس التسيب وقلة الاحترام للعلم والمعلمين، وأنه مؤشر سلبي بحق العملية التربوية، بشقيها المدرسي والأسري، حيث كان هناك إجماع على أن اللوم يقع على الأهل لعدم توعية أبناءهم لأهمية العلم وتأنيبهم على مثل هكذا تصرفات، وسؤالهم عند العودة عن كتبهم ودفاترهم، فضلا عن غياب دور المؤسسات التعليمية، والأهلية، لإعداد جيل مؤمن بالعلم والقيمة التي يضيفها للمتعلم نفسه ومجتمعه.
بالمقابل، حاول البعض أن يرجع سبب ذلك لطبيعة المنهاج المدرسي وكثافته والحشو الموجود فيه، الأمر الذي يدفع بالطالب لإبداء ردة الفعل الغير منطقية تلك، كطريقة للتنفيس عن الضغط النفسي الذي يتعرض له الطالب طوال العام، ولكن إذا كان هذا التبرير مقبولاً لماذا لا يقوم بذلك كل الطلاب، إذ لا نرى الطالب المجتهد الذي تعب فعلاً خلال العام الدراسي يقوم بذلك، فهو يحرص على كتبه ويقيم وزناً للعلم الموجود فيها، وبالتالي لا يجوز أن نبرر الخطأ بهذه الطريقة.
في السياق، نوه بعض المتابعين في تعليقاتهم إلى مبادرات قامت بها مدارس أبنائهم، بجمع الكتب والدفاتر من الطلاب والتبرع بها لإعادة التدوير، مع تقديم جائزة لمن يتبرع أكثر، كما اقترح بعض مستخدمي الفيسبوك أن يوضع صندوق عند باب المدرسة يَضع فيها الطالب الكتب والأوراق التي لم يعد بحاجتها لإعادة تدويرها، وبالتالي تتحقق الفائدة لأكبر عدد ممكن من الطلاب، في ظل عدم تمكن الجميع على تأمين كتب جديدة كل عام، ناهيك عن الصعوبات والتكاليف الباهظة التي تتكبدها المؤسسات لتأمين الكتاب المدرسي.
البعث ميديا || رغد خضور