عصر الظلام في أمريكا
رأت الكاتبة والمحللة الأمريكية ساندرا فريدمان أن الولايات المتحدة تحولت بشكل جذري نحو الأسوأ ودخلت عصراً مظلماً تسيطر عليه الانقسامات الاجتماعية وتنتشر فيه العنصرية والأكاذيب بما فيها تلك التي يطلقها الرئيس جو بايدن بذاته ويحاول فيها خداع الأمريكيين ولا سيما فيما يتعلق بأسباب ارتفاع أسعار الوقود.
فريدمان أشارت في مقال نشره موقع أميركان ثينكر الأمريكي إلى الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية على نحو غير مسبوق في الولايات المتحدة وما يترافق معها من أوضاع أمنية مقلقة في ظل انتشار جرائم الكراهية والعنصرية وتزايد حوادث إطلاق النار والمجازر الجماعية وأحدثها مقتل 21 شخصاً بينهم 19 طفلاً في إحدى مدارس تكساس مبينة أنه منذ وصول بايدن إلى البيت الأبيض تفاقم معدل التضخم متجاوزاً 5ر7 بالمئة ما بين كانون الثاني وتشرين الثاني عام 2021 ليصل إلى 4ر8 بالمئة في نيسان 2022.
وأوضحت فريدمان أن بايدن وإدارته يضللون الأمريكيين بشأن أسباب الزيادة الحادة في أسعار البنزين بالولايات المتحدة مؤكدة أن ارتفاع أسعار الغاز والوقود هو نتيجة مباشرة لإعلان بايدن في أول يوم له كرئيس أنه أوقف عمليات الحفر الأمريكية وإنتاج النفط ومشروع خط أنابيب (اكس ال).
ولفتت فريدمان إلى أن ارتفاع الأسعار وضع العائلات الأمريكية أمام خيارات صعبة فإما أن يختاروا تعبئة سياراتهم بالوقود للذهاب إلى العمل أو شراء الطعام. وأوضحت أن إدارة بايدن ترفض إلغاء الإجراءات المطبقة وتخفيف وضع دافعي الضرائب الأمريكيين كما أن حفر آبار النفط واستخراج الذهب الأسود في الولايات المتحدة يتعارض مع “الأجندة الخضراء” للرئيس الأمريكي وإدارته.
ولفتت المحللة الأمريكية إلى أنه في عهد بايدن كان الشحن العابر هو الطريقة الوحيدة لنقل النفط إلى المصافي ومع بقاء سعر الديزل عند 6 دولارات للغالون فإن تكلفة سائقي الشاحنات أصبحت غير عادية وهذا هو سبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية. كما أشارت فريدمان إلى أن إدارة بايدن تدرك أن مصادر الطاقة المتجددة ليست قادرة بعد على سد الفجوة بين الوقود الأحفوري واحتياجات الولايات المتحدة من الطاقة وقالت في هذا السياق “هذا هو الطريق الذي أجبر الأمريكيون على اتباعه.. كل ذلك مع تجاهل الآثار السلبية للمزارع الشمسية وتوربينات الرياح”.
وارتفعت أسعار البنزين في امريكا إلى أعلى مستوى منذ 10 سنوات مع استمرار تداول أسعار النفط عند مستويات مرتفعة حول 115 دولاراً للبرميل. وحسب تقرير صدر أمس عن إدارة معلومات الطاقة الامريكية بلغ متوسط سعر التجزئة للبنزين في الولايات المتحدة 59ر4 دولارات للغالون وهو أعلى سعر منذ عام 2012.
وفي حال أخذ التضخم بعين الاعتبار فإن السعر الإسمي للبنزين في أمريكا يقف عند أعلى مستوى منذ بدء جمع البيانات عام 1990.
متابعات – البعث ميديا