“الدهب العتيق”.. عرض مسرحي مدرسي على خشبة ثقافي مصياف
“الدهب العتيق” هو اسم العرض المسرحي الذي قُدم على خشبة ثقافي مصياف مؤخراً، ضمن نشاطات المسرح المدرسي، وختاماً لتمارين مخرجة العرض “ميسون عمران” مع طلابها.
طرح عرض “دهب عتيق” فكرة تمكين اللغة العربية، من خلال قصة استقبال بعض الطلاب لمعلمتهم القديمة، حيث سيدور بينهم مجموعة من النقاشات، التي تخوض في شأن جسيم كالموضوع اللغوي، وهو من تأليف وإخراج ميسون عمران –خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية/ دراسات نقدية، 2001- وأداء مجموعة من طلابها.
استخدمت مؤلفة ومخرجة “دهب عتيق” تقنية “مسرح داخل مسرح”، وهي من التقنيات البارعة في عالم المسرح، وتحتاج لعناية بالغة في تفاصيل سرد كل من الحكايتين، حكاية العرض الأساسية، أو الحكاية التي تتضمنها، مع الاشتغال على توريط الجمهور أكثر فأكثر، مع مضامين العرض، والاشتباك مع الأسئلة التي يثيرها.
وعن تفاصيل العرض أخبرتنا عمران: كُتب هذا النص بداية مع الطلاب، مستفيدين من قصتين لتشيخوف،”صندوق الشكاوى” و “المعلم” عام ٢٠٢٠. لم يتم العمل عليه كعرض مسرحي، بسبب توقف المدرسة إثر جائحة الكورونا، وانتقال طلابي الى صف البكالوريا، وبالتالي انشغالهم في الدراسة. هذا العام قمت بصياغة النص بطريقة مختلفة معتمدة على المسار ذاته، مجموعة من الطلاب يحتفلون بمدرستهم القديرة إثر تقاعدها، فيقدمون لها مسرحية، المسرحية داخل المسرحية تعتمد على مسرحة المنهاج، وبعد ذلك تتلو المعلمة ذكريات الطلاب بالتداعي مع صندوق شكاوى يخصهم، تكشف فيه مشاكل الطلبة وحال المعلمين في المدارس.
وعن خيارها هذه التوليفة للعرض، أخبرتنا مخرجة “دهب عتيق”: في المسرح المدرسي خيارات النصوص، مرتبطة بعالم الطلبة أو بفئة عمرية تخص مرحلة الطلاب من الابتدائية حتى الثانوية،لذلك اعتمدت في اختيار النص، على قصص الطلاب في هذه المرحلة، لإعادة كتابتها وفقاً للشرط المسرحي، هذا في مرحلة الكتابة واختيار النص، أما في مرحلة التحضير للعرض، فجاء الاشتغال عليه، اعتماداً على الأداء الفطري للطلاب، مع توجيهي لهم وتحفيزهم.
تؤمن ميسون عمران بأن هدفها في العمل المسرحي المدرسي، ليس إخراج ممثلين، بل تنشيط المواهب، ووضع الطلاب في نشاط ثقافي إنساني فني أولاً، وعن هذا تقول:”في عملي مع الطلاب في المسرح المدرسي، أنا لا أؤهل ممثلين في أعمالي، بل أؤهل طلاباً لديهم رغبة بنشاط استثنائي، لا يقدم في المدرسة عادة، وفيه يتدربون على فهم طبيعة المسؤولية ضمن الجماعة، مع تلقيهم لجرعة ثقافية عالية، وتحفيزهم على اكتساب ثقافة القراءة والفن.
وعن العمل مع الطلاب في المسرح المدرسي في منطقة مصياف، تقول عمران: كان معي في هذا العام سبعة طلاب، معظمهم عملوا معي سابقاً في الأعوام الماضية، “ليلى محمد” هي الطالبة التي أخذت دور المعلمة، عملت معي لأول مرة، لكنها ممن نالوا مركزاً في مسابقات الرواد.
صعوبة الدور الذي أدته ليلى، أنها تؤدي شخصية أكبر من عمرها، ومن أعمار بقية الطلاب المشاركين، وعن مشاركتها في العرض، أخبرتنا الطالبة ليلى محمد عن كيف رأت شخصية المعلمة، قائلة: هي سيدة كبيرة في العمر، فقدانها لوالدها في طفولتها، جعلها تبحث عن هذه الطفولة مع طلابها، لذلك استطاعت أن تكون قريبة منهم وتؤثر فيهم، اشتغلنا مع الأستاذة ميسون على تقديم الشخصية، دون مكياج، ليكون التركيز أكثر على الحركة، التي ستوحي بفارق العمر.
بحثت ليلى بنفسها عن ملابس الشخصية، مع تسريحة شعر تلائم عمرها، وحققت مع بقية فريق العرض انسجاماً عالياً، لتقديم عرض مسرحي رفيع، بأدوات مسرحية “فقيرة” وفي هذا ما يفرح حقيقة، لما فيه من رسائل “تطمينية” عن جيل، لم تُفقده الحرب والظروف القاسية، حساسيته الإنسانية تجاه الفن وأهميته في ارتقاء الشعوب وتطورها.
الطلاب أبطال العرض، من الأكبر للأصغر:
ليلى محمد. سليمان العلي. محمود عيسى. حلا ديبو. زين دربولي. يامن شتات. مريم عمران.
تمّام بركات