بحضور قيادة الحزب انطلاق مؤتمر فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي
بحضور قيادة الحزب، اختتمت الفروع الحزبية اليوم عقد مؤتمراتها بمؤتمر فرع دمشق، في مكتبة الأسد الوطنية. وقد تميّزت المداخلات والطروح المقدمة بالشفافية والمنطقية، وعبّرت عن الغيرة الوطنية والحسّ العالي بالمسؤولية لدى أعضاء المؤتمر والإدراك العميق لحقيقة الأوضاع والدور المنوط بهم للمرحلة القادمة.
ونقل الرفيق الأمين العام المساعد، المهندس هلال الهلال، لأعضاء المؤتمر، تحيّات ومحبة الرفيق الأمين العام السيد الرئيس بشار الأسد وتمنياته الطيبة لهم بالنجاح بعملهم، مشيراً إلى أن لمؤتمرات الفرع خصوصيتها المستمدّة من اسم مدينته التي تشغل بال صنّاع السياسة العالمية، بصمودها الأسطوري وانتصارها الكبير، إضافة إلى أن للعمل الحزبي فيها خصوصيته، فهي معقل من معاقل البعث الذي يضمّ كوادر وخبرات حزبية وإدارية وعلمية، وبالتالي أي حديث فيه له وقعه الخاص والقيادة تعوّل دائماً على العمل الحزبي في العاصمة.
وأضاف: لقد كان لحزب البعث الدور الكبير في بناء سورية الحديثة، ما جعل لها موقعها المتميز في العالم من خلال حرية قرارها السياسي ودورها العروبي والقومي، وهذا الدور تعزّز خلال الأعوام الماضية، فسورية هي قلب العروبة النابض والحصن المنيع للعروبة وفي القلب من محور المقاومة، مشيراً إلى أن التقرير المقدم للمؤتمر جيد وحضور الرفاق الوزراء أعطى قيمة مضافة لإطلاع الرفاق على ما تقوم به وزارات الدولة، منوهاً إلى ضرورة الارتقاء بالعمل الحزبي وآليات عقد المؤتمرات، بحيث تلبي طموحات الرفاق ورؤية القيادة لمؤتمرات يكون تطوير العمل التنظيمي والفكري أساسها، وبالتالي ليس هناك من مبررات لتضمين التقرير نشاطات المؤسسات لأنه عملها، والأهم من ذلك المغالاة في إظهار الدور الشخصي للرفاق لجهة تطويرها، داعياً إلى عقد لقاءات خدمية دورية مع الوزراء، والتركيز على موضوع التنسيب، وأن يكون ذلك هدفنا كفرع وشعب، فالظروف مشجّعة، وما كرّسه الحزب من جانب اجتماعي يساعد على ذلك، وشدد على تعزيز العمل الميداني، وقال إن القيادة اتخذت قرارات مهمّة طوّرت الجانب التنظيمي، ومنها قرار تثبيت العضوية الذي حدّد أعداد الرفاق الحقيقيين الذين يريدون الحزب، وهناك حالات محدّدة تجيز التثبيت، وأن يتم تطبيق النظام الداخلي بحق الرفاق المنقطعين لأننا اليوم نريد رفاقاً قادرين على العمل بملء إرادتهم، مبيّناً أنه خلال الأيام القادمة سيكون هناك جولات مركزية على الفروع للاطلاع على الواقع التنظيمي وآليات تطبيق قرارات القيادة التي تسعى لأن يكون الجانب التنظيمي قوياً.
وفيما يتعلق بموضوع منح العضوية العاملة، أشار الرفيق الهلال إلى ضرورة تطوير آليات العمل الخاصة بذلك لأن المتّبع اليوم يعكس أساليب تقليدية، وبالتالي يجب أن تُمنح للرفاق الذين يستحقونها لأننا نريد رفاقاً يملكون ثقافة حزبية، لافتاً إلى أن موضوع الإعداد الفكري يلقى كل الاهتمام من القيادة ويتم وفق أربع مراحل، هي: مدرسة الإعداد الفرعي، ومدرسة الإعداد المركزية، ودورات المتميزين، ودورات تدريب المتدربين. واليوم يتم التركيز على الفئات الشبابية لتقوم بعملية التدريب في فروعها، مبيّناً أن المنطلقات الفكرية درست بالقيادة لإقرارها في أيّ مؤتمر قادم، وفي الوقت ذاته سيتم إعادة النظر بموضوع تكليف أمناء الشعب بلجنة الإعداد، منوهاً إلى أن هناك اهتماماً بتطوير الإعلام الحزبي ولاسيما الالكتروني، وتم قطع أشواط كبيرة في هذا المجال.
ودعا الهلال إلى عدم الانجرار وراء ما يُكتب في مواقع التواصل الاجتماعي وهدفه التقليل من هيبة الدولة ومؤسساتها، منوهاً إلى ضرورة أن تعكس الدراما التلفزيونية الصورة المشرقة لمؤسسات الدولة وترسيخها في أذهان الأجيال والمتابعين ولاسيما مؤسسة الجيش، مؤكداً أن بعض المسلسلات أساءت وشوّهت صورة مؤسساتنا وبالتالي لا تعبّر عنا.
وفيما يتعلق بموضوع الشباب، أكد الرفيق الأمين العام المساعد حرص القيادة على أن تأخذ هذه الشريحة دورها في المواقع الحزبية والإدارية، وهناك نتائج مهمة في هذا المجال إلى جانب تولي العنصر النسائي مختلف المواقع، لافتاً إلى أن موضوع الشهداء يجب أن يكون من أولويات العمل لجهة تأمين فرص عمل لذويهم من خلال مشاريع صغيرة ومتوسطة، داعياً إلى الاستعداد لانتخابات الإدارة المحلية التي يجب أن تعكس الصورة الحقيقية لتطوّر تجربتنا في هذا المجال، وحالة التعافي التي تشهدها محافظاتنا، واختيار الكفاءات القادرة على العمل، خاتماً حديثه بأن سورية لن تفرّط بأي حق من حقوقها الوطنية ولن تقبل بفرض أي شروط عليها والنصر هدف جيشنا وشعبنا وقيادتنا.
رئيس مجلس الوزراء الرفيق المهندس حسين عرنوس أكد ضرورة أن يقوم الرفاق بتعريف الناس بحقيقة الأمور والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد بسبب الحرب الإرهابية والحصار الاقتصادي الظالم، وقال إن العمل الحزبي مكمّل للحكومي والهدف المصلحة العامة، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل بكل بطاقاتها لتجاوز الصعوبات التي نواجهها ومنها أزمة المحروقات وتعطل التوريدات، حيث إن الإنتاج اليومي من النفط 18 ألف برميل والهدف الأساسي هو تأمين المحروقات للنقل والزراعة والمشافي والمخابز، مبيّناً أن قيمة الفاتورة الشهرية 400 مليار ليرة، ورغم رفع السعر الأخير 80% فهو ما زال مدعوماً، والهدف كان من رفع السعر تخفيف فاتورة الاستجرار من المركزي بحدود 30%، لافتاً إلى أن هناك إجراءات تتخذ بشكل يومي لتأمين مادة القمح، مبدياً تفاؤله بالموسم الحالي لجهة تسليم حوالي مليون طن.
وأضاف أنه لتخفيف العجز وتأمين القطع فتحت الحكومة باب التصدير وفق شروط معيّنة، لأن الهدف تأمين المادة قبل تصديرها، مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار المحروقات والتغيّرات المناخية ساهمت بشكل كبير في ارتفاع الأسعار، مشدّداً على أن واقع السدود وطاقاتها التخزينية وقنوات الري التي تم افتتاحها هي السبب في تحسّن الإنتاج وتوفير السلع، وقال إن تطوير الاقتصاد وتجاوز الصعوبات يتطلب زيادة الإنتاج الزراعي والصناعي والانطلاق بقوة بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تلقى كل الدعم والرعاية من قائد الوطن، مشدّداً على أنه كل تحسّن في الموارد يتم عكسه لمصلحة تحسين دخل المواطنين، لأن معادلة الدخل مع الأسعار غير منطقية، مشيراً إلى أن الواقع الاستثماري في حالة تحسّن وقانون الاستثمار الجديد مهم جداً وواقع التعليم المهني أصبح بخير بعد المرسوم الخاص به، لافتاً إلى أن النصف الثاني من العام الحالي سيشهد تحسّناً بالطاقة الكهربائية من خلال المشاريع المنفذة التي سترفد الطاقة بكميات جيدة، ومشدّداً على ضرورة قمع مخالفات البناء وعدم السماح بها.
وذكر الرفيق عمار السباعي رئيس مكتب الاقتصاد المركزي أن هناك متابعة مستمرة للواقع الاقتصادي، والقيادة تتخذ كل الإجراءات التي تطوّره بالتعاون مع الحكومة.
وأشاد الرفيق الدكتور غسان خلف رئيس لجنة الرقابة والتفتيش الحزبي بالتقرير المقدم والتأطير له مقدّماً بعض الملاحظات التطويرية للعمل التنظيمي.
وبيّن الرفيق حسام السمان أمين الفرع أن واقع العمل الحزبي في الفرع مستقرّ وهناك خطط لتطويره بمختلف مجالاته وما تم طرحه من قضايا في المؤتمرات تم العمل على معالجته مع الجهات المعنية.
وأكد الرفيق عادل العلبي محافظ دمشق أن هناك جهوداً كبيرة تُبذل من المحافظة لتحسين الواقع الخدمي ومعالجة الصعوبات التي تواجه العمل وتحسين المنظر الجمالي للمدينة وإيجاد حلول لمشكلة النقل في المدينة وتعزيز العمل المجتمعي.
وفي معرض ردّ الرفاق الوزراء على المداخلات المقدّمة ذكر وزير الصناعة، الدكتور زياد صباغ، أن الوزارة تعمل على إصلاح القطاع العام الصناعي من خلال خطة عمل متكاملة، وهناك اهتمام كبير بالقطاع العام وتأمين مستلزماته.
وبيّن وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك الدكتور عمرو سالم أن الوزارة تقوم بمراقبة الأسعار وتتخذ الإجراءات الخاصة بذلك، وهناك اهتمام كبير بجودة الرغيف وتعزيز الطاقة الطحنية من خلال افتتاح مطاحن جديدة.
وتحدّث وزير الزراعة حسان قطنا عن الإجراءات التي تتخذها الوزارة لتطوير القطاع الزراعي وفق سياسات وبرامج واضحة الأهداف وإعادة تنمية المناطق التي عاد إليها الأهالي.
وبيّنت وزيرة التنمية الإدارية الدكتورة سلام السفاف أنه يتم العمل على تنفيذ توصيات مؤتمر الإصلاح الإداري الذي حقق نقلة نوعية بالعمل والمسابقة المركزية ستساهم بسدّ جزء مهم من حاجة الجهات العامة.
من جهته، أشار وزير المالية الدكتور كنان ياغي إلى أن الوزارة تعمل على تخفيف العجز بالموازنة من خلال إجراءات مهمة وتحسين التحصيل الضريبي بشكل عادل وتطوير الأنظمة والقوانين المالية وتحسين واقع التأمين الصحي.
وبيّن وزير الاتصالات والتقانة إياد الخطيب أن واقع القطاع مستقر رغم كل الإرهاب الذي طاله وهناك جهود لإعادة الاتصالات الأرضية والخليوية للمناطق المحررة وتوزيع المزيد من البوابات.
وتحدّث وزير الكهرباء المهندس غسان الزامل عن المشاريع التي تقوم بها الوزارة لتحسين واقع القطاع الكهربائي سواء من خلال مشاريع الطاقات المتجدّدة أم من خلال محطات التوليد الجديدة.
وأكد وزير السياحة رامي مارتيني أن المشاريع السياحية التي يتم القيام بها مهمة لتطوير القطاع السياحي الذي بدأ يشهد حالة من التعافي، وأن الوزارة تتخذ الإجراءات المناسبة لتطويره.
وأشارت مداخلات أعضاء المؤتمر إلى ضرورة تعزيز مقومات الصمود الوطني وتطوير الجانب التنظيمي وتأمين مستلزمات العمل، وتفريغ رفيق مسؤول تنظيم بكل شعبة، وإعادة النظر في تسمية اللجان في الشعب والانتقال من التنظيم المهني إلى الأحياء ورفع قيمة الاشتراك الشهري، وتقديم الدعم المالي للمدارس ومستلزمات العملية التعليمية ومنح طبيعة العمل لجميع الإداريين وتطوير العملية التعليمية بأساليب أكثر حداثة، ورفد التعليم المهني بالكوادر وسدّ النقص الحاصل بالموجهين التربويين وافتتاح اختصاصات تعليمية جديدة، والاهتمام بالكوادر الوطنية الشبابية ومنع تسرّبها، ومعالجة الظواهر الغريبة عن المجتمع والاهتمام بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة وزيادة الدعم لأسر الشهداء، وتفعيل المخيمات الشبابية التطوعية وتشميل طلاب المعاهد بالسكن الجامعي، وإعادة الالتزام بخريجي المعاهد التقنية وتطوير المناهج التي تدرّس في المعاهد والجامعات لتكون مواكبة للتطوّر، وتطوير آليات الاستثمار في الأندية، ومعالجة مشكلة تسرّب الكوادر الطبية والهندسية من المشافي، وحل التشابكات المالية بين الجهات العامة وتحديد هوية الاقتصاد الوطني والتشدّد في قمع التهريب وارتفاع الأسعار، وإعادة هيكلة بعض المؤسسات واستثمار أملاك الدولة وتطوير المسألة الفكرية، وأن يكون هناك رقابة وقائية على المسلسلات وتأمين الأدوية الخاصة بالأوبئة.
وقدّم أعضاء المؤتمر تساؤلات سياسية حول الأوضاع السياسية التي تشهدها المنطقة والعالم ورؤية القيادة لها وموقف الحلفاء من الوضع في سورية.