الرموز والاشتقاقات في فن الكاريكاتور
رموز ومحددات هامة تزخر فيها اللوحة الكاريكاتورية في حوارية مفتوحة على جهات التعبير الكاريكاتوري. وتشكل تلك الرموز المتداعية عملية جمعية تتجاوز حدود اللوحة الشكلية وإطارها.
إن قدرة المتابع أو القارئ على الكشف والتحليل، ماهي إلا مساءلة مخفية ومواجهة صريحة مع نقيضين إشكاليين في فن الكاريكاتور، هما: المخفي والمرئي.
فتتهم الأعمال التي تندرج في سياق التعبير المفرط أو الكاريكاتور الفلسفي، بالغموض الموسوم بسرد ذاتي مفرط يحدُّ من وتيرة التلقي والاندماج مع سرديات النص التشكيلي المفتوح على تأويلات متوالدة. وأما المرئي وملامحه، فيبدو للوهلة الأولى مكونات ورسائل بصرية تدور في فلك الانطباع الأولي الذي يختزل مسافات طويلة من البحث واستيعاب المحرّض العقلي.
ويشكل الاستدلال والبحث في مضامين العمل الفني حالة من التحليل المنطقي وتركيبه.
ويبدو أن العائد المعرفي يحتاج إلى مقدمات يقينية، ومن دونها، اتجاه في طريق الغرق التأويلي، والالتفاف في دائرة الاستنتاج، وهذا يعني الفنان أكثر من غيره.
بمعنى آخر يتساءل بعضهم عن رموز العمل الكاريكاتوري ومفهومه، فيلجأ الفنان إلى طرح أحجية قد تكون هي صعبة عليه في فك رموزها، فيلجأ في كثير من الأحايين إلى شخصنة مصطلحات جديدة دون مراعاة تصور الآخرين.
وهنا لابدّ من القول إنّ استيعاب المضامين يمر بمراحل، أولها معرفة المصطلحات التي غالباً ما تُستورد من ثقافات متعددة بعيدة عن مناخنا، وصولاً إلى حالة التلاقح في حقل المعرفة الواسع.
ولاحقاً، تُشكّل الرموز والاشتقاقات في فن الكاريكاتور معيناً وإقراراً بمرونة هذا الفن وسلاسته.
ولكن يسأل بعضهم باستمرار عن فكرة العمل الكاريكاتور ورسالته في محاولة استسهال واضحة المعالم خوفاً من تقييمهم الخاطئ لمفردات النص الفني ؟..
هنا، لابد من أن نؤكد أهمية البحث الدائم الذي يوفر مناخاً خصباً في استذكار العناصر الحياتية والبحث عن حقائق بنية العمل الفني وتفاصيله.
وهذا يعدُّ استنتاجاً ومقارنة للأفكار المختلفة واستخلاصاً لمعانيها.
رائد خليل