ثقافة وفن

لين وجلال حمادة.. الفن النظيف

 

“دويتو” جديد بعنوان “حبني على كيفك” للفنانة “لين حمادة”، يجمعها بوالدها الفنان الشعبي “جلال حمادة”، يتصدر قائمة البحث منذ عرضه من فترة قريبة، على العديد من منصات السوشيال ميديا، وبشكل خاص “الفيس” و”اليوتيوب”.

ليس “الدويتو” الأول الذي يقدمه كل من لين وجلال، فلقد قدما عدة أغاني مشتركة، مصورة بطريقة “الفيديو كليب” منها “عالليا/الدلعونا” وقد نالت كلها نجاحاً كبيراً حين عرضها، وحققت شعبية واسعة لـ “لين” التي تظهر واثقة، مرتاحة، تغني بإحساس عال، منسجمة مع ما تغنيه، غير متكلفة في الأداء أو مصطنعة، أنيقة المظهر بلا “بهرجة”، تظهر بمظهر شبابي حياتي، كما أبناء جيلها، دون “أوفرة” في الأزياء أو المكياج، ملامحها طفولية تحبها الكاميرا، فتنقل مشاعرها بعفوية وصدق.

الحالة الجديدة التي يقدمها “الأب وابنته” في الغناء الشعبي السوري، لاقت نجاحاً واسعاً عند الجمهور، الذي أحب ما قدماه، ببساطته وألفته وقربه من القلب، وما من دليل أهم على هذا النجاح الكبير بزمن قياسي، ودون أي تدخل من “الترند”، من أن تصبح أغانيهما على لسان الناس، وبمختلف شرائحهم العمرية، حتى الأطفال الصغار -الجمهور الأصدق-..

الملفت فيما يقدمه الأب وابنته، هو الحالة الفنية الراقية التي يظهران بها، بلا أي استعراض، بعيداً عن أي إسفاف، في انسجام فني وإنساني بديع، يضفي على المزاج العام لما يقدماه، ألقاً على ألق.

يعتمد الفنانان في فنهما، على إعادة تقديم الأغاني الشعبية ذات الطبيعة العاطفية النقية، بتوزيع موسيقي جديد، وكلمات جديدة أيضاً، لكنها من الروح نفسها، وهنا تلعب خبرة الأب، الفنان جلال حمادة، دوراً كبيراً في انتقاء الأغاني الأجمل، والأكثر قرباً من عاطفة الجمهور، وهذا ليس بالغريب على الفنان جلال حمادة، وهو من هو بالغناء الشعبي، بعد مسيرة شاقة مع الفن، بدأت بشكل رسمي منذ قرابة الـ 30 عاماً، لكنها ظهرت عنده مذ طفولته، التي قضاها في قريته “بكراما” في جبال الساحل السوري، وهي قرية ساحرة، تدفع طبيعتها بالروح نحو عوالم أخرى، فتهيم وتعود عطشى للتعبير عما اختلج بها، ما جعل معظم أهلها، يهتمون بالأدب والفن “شعراء، موسيقيون، فنانون”..

طبعاً لم تسبق هذا الظهور المؤثر والجميل، لهذا الثنائي الغنائي، أي دعايات أو إعلانات، ما من شاشات كبيرة وشركات إنتاج “وازنة” تدعمهما، فهما بكل بساطة، وجدا وسيلة للوصول للجمهور، وما فعلاه هو أنهما قدما الفن الذي يحبان، فجاءت النتيجة رائعة، الأمر الذي يؤكد أن الفن الجيد ليس بحاجة لأدراج ورافعات، والجمهور ليس “غبياً” أو حتى “مضحوك عليه” فهو عندما يجد فناً جميلاً وراقياً، يجنح بعاطفته إليه أولاً، وعنده يقيم.

تمّام بركات