“عم عبي ضو”!..
لم يقبل أن أصوره، ولم أطلب إليه ذلك إلا مرة واحدة، بعد أن أجابني على سؤالي.
كان يمسك بيده قطرميزاً زجاجياً فارغاً، رفع عنه الغطاء، وراح يوجه فم القطرميز صوب أشعة الشمس.
: “شو عم تعمل عمو؟”..
ربما كان في عامه الرابع، طفل يجلس قبالة باب بيته، يلحق بنظراته الضوء، وحيث يجده أقوى بعد أن يشعر بذلك من خلال عيونه الزرقاء الصافية، يوجه فم الإناء البلوري اللامع.
: “عم عبي ضو”..
هكذا كان يلهو آدم صباح اليوم وحيداً في الزقاق النظيف، كان يملأ قطرميزه الصغير بالشمس.
متابعة_ تمّام بركات