كيف يؤثر العنف على سلوك الطفل؟
يختلف الأثر الذي يتركه العنف بين طفل وآخر، لكنهم جميعاً يتألمون جسدياً ونفسياً، وما من شك أن آثار العنف النفسية على الطفل كبيرة جداً، ولا يتوقف هذا الأثر على المرحلة الآنية بل يتعدى ذلك ليؤثر على سلوكه العام وبناء شخصيته المستقبلية..
هذا ما أكدته دراسة أمريكية موضحة أن محاولة تهذيب سلوك الأطفال من خلال ضربهم وصفعهم على الوجه يمكن أن يؤثر سلبًا على حالتهم المزاجية والسلوكية، ويجعلهم أشخاصاً عدوانيين في مراحل متقدمة من العمر.
وأشارت الدراسة، التي أجراها فريق من الباحثين بجامعة ميسوري الأمريكية، إلى أن “الأثر الذي يتركه الضرب على تعديل سلوكيات الطفل يكون لحظياً، ويخلّف آثاراً أخرى سلبية في المستقبل، وأن الأطفال الذين يعاقَبون بشدة يكونون أكثر عدوانية لدى بلوغهم سن 10 إلى 11 عاماً، كما أنهم يكونون أيضاً أقل إظهاراً للسلوكيات الإيجابية مثل مساعدة الآخرين”.
فيما يأتي بعض الآثار التي يخلفها العنف لدى نفسية الطفل وسلوكه:
الخوف: فيصبح الطفل خائفاً من الشخص الذي يضربه، حتى لو كان أحد والديه، وهذا يؤثر على علاقته به.
الانعزال عن الآخرين: فالضرب يكسر الطفل من الداخل ويترك آثاراً نفسية كبيرة فيه ما يجعله يفضل العزلة، ويفقد الرغبة في الخروج واللعب مع الأقران، وخاصة إن كانوا يتمتعون بعلاقات سليمة ولا يعانون من الضرب، وقد يغار من أقرانه أيضاً.
اضطرابات في النوم والشهية: فعندما يكتئب الطفل ستلاحظ غالباً أن هناك تغييراً في نومه وشهيته للطعام؛ فقد يلجأ للنوم الكثير أو قد يقل نومه أو قد يعاني من الكوابيس، كما قد تزيد شهيته كثيراً أو تضعف.
صعوبة في التركيز: فيصبح الطفل ضعيف التركيز في المدرسة، وفي المنزل قد تناديه ولا يستجيب لك لأنه كثير الشرود.
الانزعاج من التغيير: فحتى التغييرات البسيطة في روتين الطفل تزعجه وتشعره بالتهديد.
آلام جسدية: كالصداع وآلام المعدة وضيق التنفس وغيرها من الأعراض الجسدية التي قد لا تكون على صلة مباشرة بالضرب بقدر ما تكون انعكاساً نفسياً لحالة القلق التي يعاني منها الطفل المعنّف.
إعادة دورة العنف: فقد يعيد الطفل دورة العنف الجسدي والضرب، فيتخذ الضرب نهجاً له في تعاملاته ويصبح عنيفاً، فإن كان يتعرض للضرب من قبل أقرانه في المدرسة فقد يصبح طفلاً عنيفاً ويرد لهم الضرب أو يضرب من هم أضعف منه في الصف أو حتى اخوانه الصغار، وغالباً يكبر هذا السلوك العدواني معه ليصبح أباً عنيفاً يتخذ الضرب نهجاً له في تعامله مع أبنائه وزوجته، وهكذا يديم هذا الطفل دورة العنف والضرب التي قد تستمر لأجيال طويلة.
قبوله بالضرب والتعنيف: فقد تكون ردة فعله معاكسة لما سبق؛ فيقبل بالضرب وبالتعنيف اللفظي والجسدي من الناس دون اعتراض.
سلوكيات جسدية أو نفسية أخرى: وقد يطور الطفل سلوكيات جسدية أو نفسية أخرى مثل العناد، وتعاطي الممنوعات.
البحث عن شخص بديل: فإن كان والدا الطفل هما من يضربانه مثلاً، فسيبحث عن نموذج الأب أو الأم في أشخاص آخرين خارج المنزل. وتكمن خطورة هذا الأمر عندما يستغل الكبار حاجة الطفل للعطف والحنان ويستغلونهم في أمور أخرى قد تصل للاعتداء الجنسي أحياناً، ناهيك عن الفتاة التي قد تكبر وترتبط برجل كبير في السن اعتقاداً منها أنها أحبته، ولكن الواقع هو أنها وجدت فيه نموذج الأب الذي افتقدته، فتنشأ بينهما علاقة غير صحية وقد يفشل زواجهما.
مشكلات في الشخصية: فيكون عادة هذا الطفل يعاني من ضعف الثقة بالنفس، وقد يعاني من عقدة النقص والأنانية وغيرهم من مشكلات الشخصية.
المصدر || مواقع متخصصة