في حقيقة السوق السوداء.. المواطن شريك!
بلال ديب
ما ان تتصفح ما يطلق عليه اسم كروبات فيسبوك حتى تعرف حقيقة الجزء الأعظم من السوق السوداء التي يتحدث عنها القاصي والداني، والتي يتوفر فيها الغاز والبينزين والمازوت، المشتقات النفطية الأكثر أهمية لحياة المواطن والتي يدار ملف توزيعها عبر البطاقة الذكية.
ولم نلحظ وجود بيع منظم خارج الدور على البطاقة الذكية، ونتمنى إن كان لدى أحد معلومة عن وجود نقاط بيع منظمة لتلك المشتقات سواء كان ذلك في كازية أو مركز توزيع غاز أن يرشدنا إليه، إلا أن المتوفر في السوق السوداء هو مخصصات تنازل عنها أصحابها مقابل المال، وصار العمل بذلك “على عينك يا تاجر” والسُباب بالتأكيد سيطال الحكومة والتهم ستنهال على أجهزتها.
وبينما يعيش العالم أزمة حقيقية في الطاقة تتداعى لحلها الإدارات والحكومات الكبرى لا يزال الوضع في سورية معلقاً على وصول التوريدات النفطية التي تصل بشق الأنفس –بسبب الحصار والعقوبات- حتى وصلنا إلى مراحل إنعدم الأثر لوصول النواقل، وذلك بسبب استنزاف المخازين والتي لن يتم تعويضها في ليلة وضحاها ببعض النواقل التي وصلت، إلا أن المواطن العادي البسيط سيقول: أين تلك الانفراجات التي وعدتمونا بها؟ ألم تصلكم توريدات؟ أين ذهبتم بها؟.
ولا شك أن المواطن معذور فالأعباء باتت كبيرة وأثقلت كاهله إلا أن الدور يبقى على الجهات الرسمية في الحكومة في تبيان الوارد والاحتياج وكيف تمت ادارته وما هو مستوى التحسن قلّ أو كثر، لان الحل الوحيد للإجابة على تلك التساؤلات وغيرها هو الشفافية والصراحة مع المواطن.
فإن لم يتم وضع المواطن بصورة كل تلك التفاصيل، سيبقى في حيرة وستتقاذفه وسائل الإعلام بكافة صنوفها – للأسف – فلم يعد هناك كيمياء بين الحكومة ووسائل الإعلام أو ان هناك حلقة مفقودة يجب إيجادها كي تتصل الحكومة بالمواطن، ويتحول لشريك لها في تجاوز الأزمات بدل أن يتم شحنه ليصبح خصما لها!