مسرحية المفاجأة تهزم زعيم الجراثيم
حلب-غالية خوجة
ترى، ما المفاجأة التي هدفت إليها مسرحية “المفاجأة” التي قدمتها وزارة التربية- مديرية التربية بحلب- دائرة المسرح المدرسي على مسرح نقابة الفنانين؟
ربما إذا راقبنا الحالة النفسية لزعيم الجراثيم الذي أدى دوره علي الأحمد، لاكتشفنا الإجابة، ولوجدناه يبكي وترتعد فرائضه من عمال التنظيفات الذين قال عنهم برعب: إنهم يجوبون الشوارع، ينظفونها من القمامة.
فترد عليه الذبابة التي أدت دورها سيدرة غيير: السكان لا يتعاونون مع عمال النظافة، ويرمون القمامة من الشرفات وفي الشوارع.
وتبرز النظافة كبطلة وسلاح لمحاربة القمامة في كل مكان فتفاجئ الجراثيم والحشرات الناقلة للعديد من الأمراض وعدواها مثل الرشح وذات الرئة والسعال الديكي والنكاف والأمراض الخطيرة التي قد تكون قاتلة ومنها السحايا والحُمّى.
دراما مشهدية
تدور مشاهد العرض الذي ألفته غادة بركات في الغابة التي يتحاور أبطالها حول هذا الصراع، وهم مهاب عميري بدور أرنوبة، يزن بي بدور بسبوس، سامر حميدة بدور الجدي، خديجة شهابي بدور دبدوبة، صفاء دباغ بدور الأم، تيم العبد الواحد بدور الطفل، ومثلت دور الفراشات كل من الطفلات: روح، آية، ماريا، يارا، سيلا، لامار.
بينما تزداد الحيوية من خلال الإخراج الذي قدمته المخرجة غنوة حيدري ومتابعة المخرج محمود درويش، لتتكامل السينوغرافيا على بساطة الديكور مع الموسيقا والعرائس والأزياء، مع الالتفات لبعض التوجيهات التوعوية الصحية والبيئية والتربوية بطريقة غير مباشرة، مثلاً، من خلال إجابة إحدى الشخصيات: أفضل لأني أتناول الدواء بانتظام، ومن خلال الاقتراحات التي اتفق عليها أهل الغابة ليشكلوا فريقاً للنظافة، إضافة إلى التنبيه بضرورة أن تكون زيارة المريض قصيرة ليرتاح.
ويركز منطوق الشخصيات على محور النظافة بطريقة مباشرة أحياناً، تعتمد على مقولات، مثل: النظيف في بيته نظيف في الشارع أيضاً، وكل مواطن يجب أن يكون شرطياً يمنع من يخالف القوانين.
ونتيجة التناغم بين أفكار وسلوك أهل الغابة في العرض، يهرب زعيم الجراثيم قائلاً: أيتها الذبابة سنبحث عن مكان قذر، لم يعد لنا مكان هنا.
وتختتم المسرحية بأغنية أجنبية، وجميل هذا التداخل، لكن، ماذا لو كانت هناك أغان باللغة العربية خاصة بالعرض، أو أن تقدم الأغنية الأجنبية، أيضاً، باللغة العربية؟
لنساهم في انتصار النظافة
وبعد العرض، استطلعت “البعث” آراء الحضور، فقالت الطفلة ليلاس رمضون 8 سنوات: حلوة، وأحببتها، وأضاف أخوها التوأم حسن: إنها رسائل عن النظافة، وأكدت أمهما مها عبد القادر- موجهة تربوية بتربية حلب: مسرحية هادفة للأطفال والأهالي، تتحدث عن ضرورة اللقاحات، والعلاجات، والأمراض السارية، وكيفية الوقاية منها، والمحافظة على النظافة الشخصية ونظافة الحي والشارع والمدينة، وضرورة احترام عمال النظافة.
وأجاب الطفل عبد العزيز حفار ناجح إلى الصف الثالث: أخبرتني المسرحية أن الجراثيم تحمل العدوى، وأن نحافظ على النظافة.
ورأت جدته بتول عدس- معاونة مدير المسرح المدرسي سابقاً: كان العرض جميلاً، ومتناسباً مع رسالته التي يقدمها إضافة إلى ملاءمة الديكور والملابس، والملفت تفاعل فريق العمل، وتفاعل الطلاب مع بعضهم البعض.