الزير سالم في نسخة سينمائية جديدة، من إخراج الجرو
البعث ميديا || تمّام بركات:
أصداء طيبة محليا وعربيا، تتالت بعد اعلان النجم السوري تيم حسن، عن عمل سينمائي جديد بعنوان “الزير سالم” سيكون هو بطله الأهم، أمام الكاميرا ومن خلفها، خصوصا وأن حكاية الفيلم ومزاجه العام، ليسا بعيدين عن جوانيات تيم حسن، الذي اختبر نفسه واختبره الجمهور أيضا للمرة الأولى، عندما قدم شخصية “الجرو” في مسلسل الزير سالم، عام 2000، تحت إدارة المخرج الراحل حاتم علي، ولتبدأ بعدها شراكة إبداعية جديدة بين كل من حاتم مخرجا وتيم ممثلا، ولا ريب أن تلك التجربة، التي يمكن اعتبارها الأهم في مسيرة تيم حسن، نظرا لما بني عليها، تركت في دواخله الشيء الكثير على مستوى الشكل والمضمون، والا لما اختارها ليبدأ بها مشواره في الإخراج، عدا عن ذلك، فإن هذا الخيار، كان له وقعه الجيد عند شريحة واسعة من جمهوره، والذي أخذ عليه في مراحل سابقة، ابتعاده عن خطه الإبداعي الفني، الذي أحبه فيه، والذهاب نحو تقديم أعمال غلب عليها الطابع التجاري البحت.
ومما ذكره تيم حسن في سياق إعلانه عن الخبر، هو أن المشروع ليس بالجديد، فقد كان الراحل حاتم علي يتحضر له، عن سيناريو لـ” زياد عدوان” لكن رحيل حاتم أوقف المشروع، إلى أن قُدر له أن يشرف عليه، مبينا أسبابه في هذا، ومنها: توقه للعمل الدرامي التاريخي، بعد 15 عاما من الابتعاد عنه، وأيضا القلة التي يعاني منها هذا القطاع الفني، أي الأفلام التاريخية العربية.
أما السيناريو الذي اقنع تيم حسن بالفكرة، فهو من وضع الكاتب والسيناريست والمخرج السينمائي “بشار عبّاس” وهو مؤلف عدة أعمال درامية ناجحة، منها: “ترجمان الأشواق” و”صانع الأحلام” وهنا لا بد من التوقف قليلا عند عدة أسئلة تخص الكاتب في المقام الأول: لماذا الزير سالم ولماذا الآن؟ هل سيكون فيلم يتناول الشخصية من منظور ذاتي مختلف عما ظهرت به في نسخ سابقة؟ هل سيتم تخليص القصة، وفق سياق درامي محكم، مما علق بها، من الزيادات والحشو القصصي، خلال مئات السنين عليها؟ هل من اسقاطات سيتضمن عليها الفيلم على الواقع العربي، خصوصا وأن خلاف أبناء العمومة وصراعهم، هو الحامل الأساسي للقصة؟
معادلة إبداعية:
كان من مهام الصحافة الفنية، التنبؤ بما يمكن أن يشكل في المستقبل، حالة إبداعية فنية جديدة، حال اجتمعت العناصر الداعمة لهذا التنبؤ، كما حدث في الشراكة الإبداعية التي جمعت كل من وليد سيف وحاتم علي، وهذه العناصر هي ما يتضمن عليها -في الشكل- فيلم الزير سالم، فنحن أمام معادلة إبداعية ثلاثية الأطراف: فمخرج الفيلم من أهم نجوم الدراما محليا وعربيا، أيام طويلة وساعات لا تحصى قضاها أمام الكاميرا، اشتغل مع أهم المخرجين على اختلاف مدارسهم الإخراجية، لديه باع طويل في فن إدارة الممثل، وضبط العناصر الفنية بما يخدم تصوره ورؤيته، والأهم أنه أيضا سيكون مؤدي الشخصية الرئيسة كممثل، ما يعد بأداء عال المستوى وظهور مختلف لشخصية الزير كما ترسخت في الأذهان.
طرف المعادلة الأكثر ثقلا هنا، يحققه الكاتب، كما في كل المعادلات المشابهة، والكاتب بشار عباس من كتّاب الدراما الأدبية في جوهرها، صاحب لغة أدبية عالية، متمكن من فن الحوار، بارع في فن بناء الشخصية والبناء الدرامي للأحداث، ويمكن القول إن الحكاية هنا ملعبه، فهو حائز على شهادة الدكتوراه في علوم السيناريو، من معهد البحر الأحمر لفنون السينما.
أيضا على المستوى الإعلامي، يحضر اسم الصحفي والناقد ماهر منصور كشريك في العملية الإبداعية، وهو سيكون المسؤول عن المعالجة الدرامية، ومنصور من أصحاب التجربة الطويلة في عالم الدراما، وله عدة مؤلفات نقدية فيها، الأمر الذي سيزيد من فرص “الزير سالم” للظهور كما لم يظهر من قبل، لجهة اللغة، الحوار، وربما الشكل حسبما تفترضه القصة.
وفي حال حدثت الكيمياء المناسبة، فإن الجمهور على موعد مع العديد من الأعمال الدرامية الهامة، محليا وعربيا.