الفنان حسام الدين بريمو في ذمة الضوء
بعد نزاع مع المرض، أغلق اليوم الفنان والموسيقار السوري حسام الدين بريمو، عينيه على المشهد الأخير من شريط حياته الحافل بالموسيقا وبالفن والمحبة التي جمعته بالناس في الوسط وخارجه.
عديدة هي المراحل الحاسمة في مفارقتها الفنية/الإبداعية، تلك التي خاض بها الفنان الراحل، ولعل أهمها كان اشتغاله الدؤوب على مشروع “الغناء الجماعي في سورية” بعد أن قدم فيه عملا جبارا، وصل إلى تأسيس أكثر من خمس جوقات للغناء الجماعي، وتلك الجوقات تتضمن مختلف الأعمار، من عمر أربع سنوات وصولاً لأعمار تتجاوز الخمسين، وقد قدمت بعض هذه الجوقات أعمالا موسيقية، غنائية وصلت إلى العالم، مقدمة واحدة من أهم الرسائل الحضارية التي تتغنى بها سورية، في كونها بلد حضارة وفن وأدب وعلوم.
واستطاع عبر كل الجوقات التي أسسها وأدارها ودربها أن يحقق أعمالاً موسيقية غنائية تصل بمستواها الفني لمرتبة العالمية نوعاً وموضوعاً وهو ما زال بذات الحيوية والحماسة رغم كل الصعوبات التي تواجه عمله ويصنع الجمال والفن ويقدم رسالة سورية الحضارية للعالم، وعن هذا المشروع الحضاري قال الفنان الراحل: “إن مشروعنا بشكل عام إحياء الغناء الجماعي وما يحمله من قيم موازية للقيمة الفنية، وهي قيم تربوية وتنموية عبر جوقة لونا للغناء الجماعي، كنموذج قابل للاستمرار من خلال دفع المتلقي للتمسك بمتابعة هذا الفن النبيل والجميل”
وللفنان الراحل العديد من المحطات المشرقة في سيرته الذ اتية، فهو ابن مدينة دمشق، تولد عام 1962، حائز على الشهادة الثانوية الفرع العلمي عام 1980 وبعدها تخرج في المعهد المتوسط الهندسي عام 1982 ثم عمل ممثلاً مسرحياً في العديد من الفرق المسرحية وخاصة فرقة المسرح الجامعي بجامعة دمشق لست سنوات بين عامي 1984 و1990، تابع دراسته في المعهد العالي للموسيقا بدمشق من 1991 إلى 1997 وبعدها دخل مجال الغناء الكلاسيكي وتتلمذ على يد الأستاذة غالينا خالدييفا.
للراحل مجموعة من المشاركات الفنية القيمة شكلا ومضمونا، فلقد عزف “الأوبوا” مع الفرقة السيمفونية الوطنية السورية، وأيضا مع جوقة المعهد العالي للموسيقا كمغني “تينور” كورال وإفرادي، وشارك أيضا فرقة الموسيقا العربية، في مهرجان الموسيقا العربية في القاهرة 1994.
وبريمو مؤسس جوقة “لونا” للغناء الجماعي، والتي تضم خمسة كورالات وأوركسترا بالإضافة لجوقات أخرى كجوقة قوس قزح، وجوقة ورد.
شغل الفنان الراحل العديد من المناصب الإدارية، ومنها: وكيل المعهد العالي للموسيقا بدمشق ومدرساً فيه، مدرس في كلية التربية بدمشق، مدرس في كلية (مار أفرام السرياني) للاهوت بمعرة صيدنايا ومدرب وقائد جوقة كلية مار أفرام السرياني، ومن ثم معاون مدير دار الأسد للثقافة والفنون.
قدم الفنان الراحل عدداً كبيراً من المقامات والترانيم والأغاني، ومن أعماله مقامات الآذان (حجاز وراست وبيات) إضافة لترانيم الفصح المبنية على الهزام والموجودة بكل كنائس الشرق وكذلك أغاني عيد الميلاد المبنية على العجم.
تمّام بركات