كيف أثر الوضع الاقتصادي على ذوقنا في الملابس؟ّ
البعث ميديا – آثار الجوابرة:
مشهد اقتصادي متعثر وحاجات ومتطلبات حياتية كثيرة تجبر كل منّا على أن يجد البديل الذي يتناسب مع الإمكانيات المتاحة لديه، فالظروف التي نمر بها في سورية من حصار جائر وعقوبات اقتصادية انعكست على المواطن السوري بالدرجة الأولى، فالحرب أثرت على القدرة الشرائية خاصة ما يتعلق بالمأكل والملبس.
الشراء ليس متاحاً بسهولة
فمن كان يشتري بمعدل وسطي بدلاً كل ثلاث أشهر بات يقتصر على بدل واحد في كل عام، (عبير 25 عام) تقول: لم أعد أستطيع التنقل بين المحال التجارية كما في السابق، فأنا من هواة الملابس الجديدة لكن الأسعار المرتفعة قياساً بالدخل الشهري لم تعد تسمح لي باقتناء ملابس جديدة الا في المناسبات.
(نادر 19 عام) يقول: كنت أتسوق واشتري ثيابي خلال يوم واحد، أما الان فأضطر أن أذهب للسوق عدة مرات حتى احصل على القطعة الجيدة التي تناسب ذوقي الشخصي وكمية النقود التي أخصصها لشراء ملابسي.
الأثر النفسي.
لا يمكننا تجاهل التغييرات التي باتت تتحكم في طبيعة خياراتنا، والتي تستدعي إيجاد بدائل لتجاوز هذه الازمة وأثرها النفسي على المستهلك، وأثرها الاقتصادي على الأسواق ما دفع التجار لاستيراد اسوء أنواع البضائع والأقمشة وتصنيعها بشكل رديئ حرصاً على الربح، ما أثر على الخيارات المتاحة للناس وتشويه في النظرة الجمالية لاختيار المناسب والملائم.
في المقابل لجأ البعض لإعادة تدوير قطع الملابس القديمة المستعملة أو بوضع إضافات عليها من تقصير وتضييق، ومنهم من لجأ الى محلات البالة والتي لم تكن أرخص من سعر السوق للملابس الجديدة بل أحيانا كانت أغلى كونها من مصادر أجنبية قد تكون أكثر جودة من الجديد الموجود في السوق، كل هذه التأثيرات شكلت عائقاً أمام مطلب يعتبر أساسي في حياة الانسان، ويعبر عن شخصيته وأفكاره، إلا أننا كسوريين نستطيع دوماً إيجاد بدائل مناسبة للاستمرار وتجاوز كل الأزمات.
مبادرات هامة
وأطلق العديد من الشبان المتطوعون في مختلف المؤسسات والجمعيات الأهلية المهتمة حملات لإعادة تدوير الملابس، ومنح الأشخاص ذوو الدخل المحدود ملابس مجانية، كان قد قدمها أصحابها لتلك المبادرات كونها لم تعد تلزمهم أو كمساهمة في استثمار تلك الملابس لدى من هم أكثر حاجة لها، ما يعني أن التكافل الاجتماعي المشهود في المجتمع السوري يؤدي دوراً هاماً لا سيما في الفصول التي تحتاج نوع معين من الملابس كالشتاء.