واردات الصين من النفط بين روسيا والسعودية: لمن الغلبة؟
د. ساعود جمال ساعود:
تحتل روسيا المرتبة الأولى للواردات الصينية منها في حين حلّت السعودية في المرتبة الثانية، ورغم تزايد الصادرات السعودية إلى الصين إلى 6.56 مليون طن خلال الشهر السابع لعام 2022م، إلا أن إجمالي واردات الصين من النفط الروسي 48.45 مليون طن منذ بداية العام وحتى الآن، بزيادة 4.4% عن معدلات العام الماضي، في وقت انخفضت مجمل الواردات السعودية 1% عن معدلات العام السابق.
والجدير بالذكر أن لكلا الطرفين الروسي والسعودي علاقاته المنفردة مع جمهورية الصين الشعبية، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري الثنائي بين الصين والمملكة العربية السعودية، في عام2019م (54.195.937) مليار دولار أمريكي، لينخفض في عام 2020م، إلى (39.069.814) مليار دولار أمريكي، ولكن عام 2021م شهد إرتفاعاً ملحوظاً في قيمة التبادل التجاري بينها حيث وصل إلى ما قيمته (56.961.585) مليار دولار أمريكي.
بالمقابل بلغت قيمة التبادل التجاري الثنائي بين الصين ورسيا في عام (61,190,632) مليار دولار أمريكي، لينخفض في عام 2020م، إلى (57,114,667) مليار دولار أمريكي، ولكن عام2021م شهد إرتفاعاً قوياً في قيمة التبادل التجاري بينها، حيث وصلت قيمة التبادل التجاري بينها إلى (78,142,344) مليار دولار أمريكي.
ولو جئنا هنا إلى المقارنة بين قيمة التبادل التجاري بين الحليفين الصيني والروسي مقابل مثيلتها مع الطرف السعودي، لنتج أن الكفة تميل لصالح روسيا بالدليل:
فالعام 2019م شهد فرقا لصالح روسيا يقدر بـ( 6.995) مليار دولار أمريكي، بينما كانت الزيادة في العام 2020م حوالي(39،011) مليار دولار أمريكي لصالح روسيا، علماً أن واردات الصين من الطرفين الروسي والسعودي قد شهدت تراجعاً خلال هذا العام لكلاهما، بينما شهد عام 2021م زيادة بحوالي: ( 21،181) مليار دولار أمريكي لصالح روسيا أيضاً.
وحول تفسير رجحان الكفة لصالح روسيا فهذا عائد للعلاقات الممتازة التي تجمع الحليفين الروسي والصيني اللذان توصف علاقاتهما بالاستراتيجية، والأدلة كثيرة تبرهنها الاتفاقيات والمعاهدات في المجالات كافة، إذ أن روسيا حليفة سياسية واقتصادية موثوقة للصين بشكل أوثق من الخليجي نظراً لاعتبارات سياسية فحواها العلاقات السعودية مع الولايات المتحدة الامريكية الذي يأخذ على عاتقه تطويق نمو وتقدم الصين سياسياً واقتصادياً.
إلا أنه يمكن اعتبار الزيادة في التبادل التجاري السعودي م الصين، دلالة على التحول نوعاً ما في السلوك السعودي فيما يخص الزحف شرقاً نحو الصين وهذا ما أتضح بعد رفض بن سلمان العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا وإجبار الحليف الروسي للأوربيين على دفع ثمن الغاز والنفط بالروبل، فقد عرضت السعودية على الصين استبدالها للدولار الأمريكي باليوان في صدد علاقات التجارية فيما يخص المدفوعات، إضافة لخذلانهم لبايدن في جولته الأخيرة في الشرق الأوسط حول أنتاج المزيد من النفط، علاوة على إقدام السعودي على اتصالات مع القيادة الإيرانية، وهذه مؤشرات لا تعطي نتيجة قطعية حول تحول سياسي سعودي مالم تأخذ طابعاً علنياً، ربما تفرضه الأحداث القادمة مع الأيام.