طلال الداعور.. إلى متى هذه الظاهرة المؤذية؟
مرت حكاية الفنانة ريم السواس، بعد أن أثارت زوابعا حولها، كما مرت قصص من ذات النوع قبلها، وسيحدث أن قصصا مثلها ستمر مستقبلا أيضا، فنحن هنا أمام حجة “الذائقة” المطاطة بين مريد ورافض، مرحب ومستنكر.
ومن تابع ردود الفعل التي صدرت وما زالت تصدر بخصوص “السواس” سيجد أنها صدرت عن مختلف الشرائح الاجتماعية، ومن مختلف المستويات الثقافية، ما يعني أنها شغلت الرأي العام، إلا أن أحدا ما لم يشر صراحة إلى جهة هي عمود الخيمة، في هذا المشهد الحاصل اليوم، من ترد عام للأغنية المحلية بأنواعها، والشعبية منها بشكل خاص، وهو هنا حتما وبلا مواربة “طلال الداعور” عازف الأورغ الشهير، رأس حربة تخريب الأغنية الشعبية السورية بلا منازع، خصوصا وأنه صانع أهم “لهلوبات” هذه الموجة الموحلة، ومكتشف مواهب وصانع نجومية معظم وأهم الركاب الجدد لهذه الموجة، اللزجةَ.
والقصة هنا لا تقف عند هذه الفنانة فقط، بل يمكن إذا أردنا أن نجري دراسة وافية لهذه الظاهرة _وأنا جاهز لهذا_ أن نخرج بمصائب على شكل “مطربين” تبين حجم الأثر التخريبي الذي ساهم الداعور بنشره كما قال مفاخرا، محليا، عربيا وفي الغرب أيضا، فالرجل “عالمي” يا جماعة.
أغان بديعة من المشهد الفني السوري، استخدمها الداعور، وقدمها لمعظم “الفنانين” الممارسين في هذا الهراء الفني، تم تحويلها بمعية ببغائه الموسيقي “الأورغ”، والحنجرة البائسة لمؤد ما، يعتقد الصراخ والزعيق، “تحديث فني”، إلى أغان تافهة، كان من أكثر نتائجها كارثية، القضاء على الأصالة في الأغنية الشعبية، كما أنها حوّلت المطربين الشعبيين، الذي كان لديهم بقية من أصالة، إلى مطربين هابطين؛ سمعنا لأغان كلماتها ماركة شامبو للشعر، ولولا الداعور لم تكن لتعرف، لأنه صار ماركة مسجلة لتسويق الرداءة، من خلال شعبيته وبراعته أيضا، وهنا المصيبة، عندما تكون بارعا وجاهلا في آن!
تمّام بركات