صلحة نقيب الفنانين مع ريم السواس وسارة زكريا…”تريند” بلا هدف
تابعت نقابة الفنانين إجراءاتها لضبط الحفلات في الأماكن العامة وكان آخرها وليس آخرا اجتماعها بأصحاب المحلات والمطاعم والمطربين والمطربات الذين يعملون في هذه الأماكن لضبط الأداء الفني والالتزام بالمبادئ العامة للفن، وذلك عبر كتابة تعهد بعدم التلفظ بكلمات تسيء للجمهور وعدم غناء مفردات تمس الجوانب الأخلاقية أو الخروج عن الأعراف والآداب العامة أثناء أدائهم لعملهم الفني.
هذا الإجراء جاء بعد الضجة الكبيرة التي غصت بها السوشيال ميديا إثر أغنية ريم السواس “أكبر غلطة بحياتي علّيت واحد واطي” ، إذ قُوبلت بالكثير من الرفض والاستهجان الذي على ما يبدو لامس الحياء العام متناسين ما تقدمه بعض الأعمال الدرامية من مشاهد وموضوعات تمس بالأخلاق والقيم والذائقة الشعبية للمجتمع الشرقي بالعموم والسوري خاصة، فانبرى على إثر الخضّة الكبيرة “إن صح القول” نقيب الفنانين محسن غازي وألغى الحفل المزمع إقامته لـ ريم السواس في حلب باعتبارها ليست عضوا بالنقابة، لتلبي الأخيرة طلب النقيب وتسارع لكتابة التعهد هي وسارة زكريا.
الشقيقتان فنياً كتبتا تعهدا بعدم التلفظ بكلمات تسيء للجمهور وعدم غناء مفردات تمس الجوانب الأخلاقية أو الدينية وبعدم الخروج عن الأعراف والآداب العامة أثناء أدائهم لعملهم الفني، وحذف كافة الأغاني ضمن الحفلات العامة والخاصة المتضمنة تعابير غير لائقة وفي حال عدم الالتزام بالتعهد ستقوم النقابة والجهات المختصة باتخاذ الإجراءات القانونية بحقهن.
نقيب الفنانين اعتبر هذا الإجراء ضروريا باعتبار الفن وسيلة لتهذيب الأخلاق والنقابة مستمرة بالتواصل مع الجميع للحفاظ على المبادئ العامة للفن، عازمة على عدم السماح بحرف مساره عن رسالته السامية، مبرراً ما قامت به النقابة لضبط كل أماكن الحفلات ومنع أي نمط غير لائق.
رواد السوشيال ميديا تفاوتت آراؤهم إثر بوست توقيع العقد مابين النقيب والفنانتين الذي نشر على صفحة نقابة الفنانين الرسمية على فيسبوك، معتبرين أن هذا البوست كان بمثابة تريند للنقيب والفنانتين المذكورتين.
بينما القليل من المتابعين أثنوا على إجراءات النقابة متمنين الحفاظ على الكلمة الراقية كُرمى النهوض والحفاظ على الأجيال القادمة، معتبرين النقابة صرحاً نخبوياً وليست مكاناً للمتطفلين ومروجي الفن.
بعض المثقفين تمنوا على بقية النقابات المهنية والعلمية الاحتذاء بنقابة الفنانين في الدفاع عن القيم والمثل والأمور التي تعنهيا لكان الحال أفضل.
بينما الكثيرون باركوا الصلحة بشيء من السخرية باعتبارهما قديرتان وتستحقان استحواذهما على صفحات الفيس مدة يومين متتاليين باعتبار النقيب أعادهما إلى حضن النقابة الأم.
بعض رواد الفيس اعتبروا نشر بوست التوقيع بمثابة تريند للفنانتين على حساب فنانين متميزين هضم حقهم رغم أنهم أساتذة، وهذا يعتبر اعتراف ضمني من النقابة بهؤلاء المطربين كفنانين تحت مظلتها وبعضهم اعتبر أن ريم ساهمت بطريقة أو بأخرى بإشهار النقيب، ناصحين النقيب بمتابعة الدراما التي تطرح أفكار مخالفة للأعراف وللقانون السوري، وبعض الموسيقيين أسف لقرار النقابة بضمهم إليها رافضين فكرة أن يعتلو خشبة دار الأوبرا كأي فنان مميز راق بينما هم بالواقع سقفهم “كبريه أو ملهى ليلي”.
المطربون الشعبيون المعروفون اعتبروا وجود ريم وأمثالها كالمرض النفسي على مبدأ “إذا جنوا أهلك عقلك ما عاد ينفعك” معتبرين دخولهم النقابة أمر مخجل.
فيما انتقد الكثير من الصحفيين لقاء النقيب الأخير مع الإعلاميين وأجوبته الحادة وغير المدروسة في معرض رده على التساؤلات بينما في لقائه مع ريم وسارة كان بشوشا “بان سنه”.
في النهاية كان وسسيبقى الفن رسالة سامية تساعد في الحفاظ على تراث المجتمع وهويته الثقافية، ومن أولويات النقابة الحفاظ على مبادئة العامة وعدم السماح بحرف مساره عن هذه الرسالة.
ليندا تلي