من كواليس معرض كتاب أدباء حلب
حلب-غالية خوجة
ما هو الملفت في معرض كتاب “مؤلفات أدباء حلب” بدورته الأولى؟
تمتع المعرض بميزات مختلفة، أهمها مشاركة 139 كاتباً حلبياً بـ 198 عنواناً متنوعاً، افتتحه في مقر فرع حلب للاتحاد د.محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب.
خلف المشهد الحيوي لهذا المعرض الذي أقامه اتحاد الكتاب العرب فرع حلب بالتعاون مع مديرية الثقافة، خصّ الشاعر توفيق الأحمد نائب رئيس الاتحاد “البعث” قائلاً: تراوحت الكتب بين مختلف صنوف المعرفة من شعر ورواية وقصة ونقد وأدب موجه للأطفال وترجمة، والملفت، أن يشارك هذا العدد الكبير من كتّاب حلب في معرض واحد مع تفاوت الحقب الزمنية والعمرية، فهذا يدعو للفخر والاعتزاز، ويؤكد على عظمة مدينة حلب الولاّدة المنجبة باستمرار للإبداع، والإبداع ملك البشرية الذي ينطلق من المحلية، ولذلك، لا أقول بأن أمين الجندي، مثلاً، حمصي، ولا علاقة له بالقدود الحلبية، بل أؤكد على أن الإبداع إنساني، وأن هذه المدينة ثروة كبرى ويجب أن يُحتفى بها دائماً لأنها تحتفي بكل حالة معرفية وحضارية وعلمية وفنية.
أين الجلسة النقدية المصاحبة؟
لكن، هل سيكون هذا المعرض سنوياً؟ ولماذا لم تصاحب الإصدارات جلسة حوار نقدية موجهة لمختلف الأجيال المشاركة؟
أجاب الأحمد: من الممكن أن يكون المعرض دورياً، وأن تضاف إليه الإصدارات والنتاجات الجديدة، ولم تكن هناك جلسة حوارية لأننا أقمنا عدة نشاطات في زيارة قصيرة، وكان من الممكن أن تكون هذه الجلسة من فعاليات فرع حلب لاتحاد الكتّاب العرب.
رابطة ثقافية أهلية
وبدوره، رأى جابر الساجور مدير الثقافة بحلب أنها المبادرة الأولى بحلب، مضيفاً: أشجع أن تكون دورية، لأنها تعكس مشهداً ثقافياً جميلاً يضم قامات أدبية وفكرية من مختلف المستويات الثقافية وتشارك فيها كافة الأجيال، مما جعلها طاقة كبيرة ملونة من أدباء حلب.
أمّا عن الجديد والمميز في هذا المعرض، فأجاب: لاحظت أن المعرض ضمّ دُور نشر خاصة، وجهوداً فردية خاصة، فبعض الأدباء طبعوا أعمالهم بجهودهم وأموالهم الخاصة، لذلك، يجب علينا تشجيع مثل هذه المبادرات الفردية ضمن الجهد الجماعي إضافة لما تقوم به الجهات الرسمية كوزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب.
وأضاف: أقترح أن تكون هناك رابطة ثقافية أهلية خاصة رديفة للجهات الرسمية تُعنى بهذه الجهود وتجمعها ضمن عمل اجتماعي ثقافي متوازٍ مع المؤسسات الرسمية.
“سورين” العربية تحكي بالأرمنية
وبين هذه الإصدارات لفتتني رواية محمد رشيد الرويلي “سورين” المترجمة للغة الأرمنية، وكانت من ترجمة مارال خاسيكيان التي أخبرتنا: لأول مرة تترجم هذه الرواية إلى الأرمنية، واخترتها لأسباب مختلفة، منها مناقشة الكاتب رويلي رحمه الله في بعض الصياغة والمفردات، ومنها أن أحداثها تلامس الإنسان، كما تلامس مرحلة زمنية تحكي أحداثاً تعود لبداية القرن التاسع عشر وتمتد إلى عام 1946 وهو تأريخ استقلال سورية، وتتميز بشبكة من العلائق النفسية والاجتماعية والوطنية تتنامى دراميتها مع انسيابات اللغة وأبعادها المتداخلة وأحداثها المختلفة.
المسرح حياة لا تموت
بينما عبّر د.وانيس بندك عن شعوره بالمشاركة في معرض يكون لأول مرة خاصاً بأدباء حلب قائلاً لـ”البعث”: بفخر واعتزازأشارك ب3 أعمال صادرة عن هيئة الكتاب بوزارة الثقافة وهي “لاشيء يحدث لا أحد يجيء، الكلب المطرود من الغابة – ثلاث مسرحيات للأطفال، الجرس”، وسعيد لأنني أشارك إلى جانب معظم أدباء مدينتي حلب التي أحبها حتى الموت، هذه المدينة التي تعرضت لأكبر دمار وموت وتهجير في تاريخ الحروب منذ الحرب العالمية الثانية، فلم تتوقف عن العطاء هي وأبناؤها.
وأردف: قدمت أعمالاً كثيرة للمسرح الحلبي كمخرج خلال الأحداث المؤلمة، وكانت قذائف الإرهابيين تتساقط في محيط المسرح وكنا نستمر في العرض وكان الجمهور يضحك بقوة عندما يكون المشهد كوميدياً، وصوت الضحكات يعلو على صوت القذائف المرعبة ساخراً من الموت.
واسترسل: وطالما الحياة مستمرة فالمسرح لايموت، لذا، لم أتوقف ابداً عن ممارسة نشاطاتي المسرحية إخراجاً، كتابة، ونقداً، إضافة لمشاركتي في المحاضرات، وتقديم مشاهد من المسرح السوري والعربي والعالمي، وتدريب الممثلين والممثلات على الإلقاء والتعبير الصوتي، من خلال “مسرح الطاولة”.