ما هي آثار العنف النفسية على الطفل وكيف تعالج؟
للعنف آثاره الخطيرة على شخصية الطفل والتي قد ترافقه طيلة حياته، حيث تختلف استجابات الأطفال للضرب، ولكنهم جميعاً يتألمون جسدياً ونفسياً، وفيما يأتي بعض هذه الآثار وفقاً للاختصاصيين النفسيين:
الخوف: يصبح الطفل خائفاً من الشخص الذي يضربه، حتى لو كان أحد والديه، وهذا يؤثر على علاقته به.
الانعزال عن الآخرين: فالضرب يكسر الطفل من الداخل ويترك آثاراً نفسية كبيرة فيه ما يجعله يفضل العزلة، ويفقد الرغبة في الخروج واللعب مع الأقران، وخاصة إن كانوا يتمتعون بعلاقات سليمة ولا يعانون من الضرب، وقد يغار من أقرانه أيضاً.
اضطرابات في النوم والشهية: فعندما يكتئب الطفل ستلاحظ غالباً أن هناك تغييراً في نومه وشهيته للطعام؛ فقد يلجأ للنوم الكثير أو قد يقل نومه أو قد يعاني من الكوابيس، كما قد تزيد شهيته كثيراً أو تضعف.
صعوبة في التركيز: فيصبح الطفل ضعيف التركيز في المدرسة، وفي المنزل قد تناديه ولا يستجيب لك.
الانزعاج من التغيير: فحتى التغييرات البسيطة في روتين الطفل تزعجه وتشعره بالتهديد.
آلام جسدية: كالصداع وآلام المعدة وضيق التنفس وغيرها من الأعراض الجسدية التي قد لا تكون على صلة مباشرة بالضرب بقدر ما تكون انعكاساً نفسياً لحالة القلق التي يعاني منها الطفل المعنّف.
إعادة دورة العنف: فقد يعيد الطفل دورة العنف الجسدي والضرب، فيتخذ الضرب نهجاً له في تعاملاته ويصبح عنيفاً، فإن كان يتعرض للضرب من قبل أقرانه في المدرسة فقد يصبح طفلاً عنيفاً ويرد لهم الضرب أو يضرب من هم أضعف منه في الصف أو حتى اخوانه الصغار، وغالباً يكبر هذا السلوك العدواني معه ليصبح أباً عنيفاً يتخذ الضرب نهجاً له في تعامله مع أبنائه وزوجته، وهكذا يديم هذا الطفل دورة العنف والضرب التي قد تستمر لأجيال طويلة.
قبوله بالضرب والتعنيف: فقد تكون ردة فعله معاكسة لما سبق؛ فيقبل بالضرب وبالتعنيف اللفظي والجسدي من الناس دون اعتراض.
سلوكيات جسدية أو نفسية أخرى: وقد يطور الطفل سلوكيات جسدية أو نفسية أخرى مثل العناد، وتعاطي الممنوعات.
البحث عن شخص بديل: فإن كان والدا الطفل هما من يضربانه مثلاً، فسيبحث عن نموذج الأب أو الأم في أشخاص آخرين خارج المنزل. وتكمن خطورة هذا الأمر عندما يستغل الكبار حاجة الطفل للعطف والحنان ويستغلونهم في أمور أخرى قد تصل للاعتداء أحياناً، ناهيك عن الفتاة التي قد تكبر وترتبط برجل كبير في السن اعتقاداً منها أنها أحبته، ولكن الواقع هو أنها وجدت فيه نموذج الأب الذي افتقدته، فتنشأ بينهما علاقة غير صحية وقد يفشل زواجهما.
مشكلات في الشخصية: فيكون عادة هذا الطفل يعاني من ضعف الثقة بالنفس، وقد يعاني من عقدة النقص والأنانية وغيرهم من مشكلات الشخصية.
وبما أن الضرب أمر من الصعب أن ينسى من قبل الطفل، فيجب على الأهل أو المربين أو المسؤولين عن الطفل محاولة علاج آثار الضرب النفسية التي تترك على الطفل. وذلك من خلال اتباع النصائح التالية:
حافظ على هدوئك: فأدر صدمتك ولا تفقد أعصابك وتبدأ بالصراخ مستنكراً الذي حدث أو تلقي اللوم على الطفل، حتى لا توتر الجو وتزيد من توتر وخوف الطفل.
هدئ من روع الطفل وطمئنه: قل له إنه الآن بخير وأن ما حدث له قد انتهى وأنك بجانبه مهما حدث وستحميه، وقد تضطر لطمأنته باستمرار وخاصة بعد الحادث بفترة قصيرة.
استمع له ولا تصغر من آلامه: فاستمع لروايته لما حدث معه، وتفاعل معه وقل له أنك تقدر آلامه ومخاوفه، وعندما يروي قصته انزل لمستواه فاجلس على ركبتيك وربت على كتفه لطمأنته.
امنحه بعض الوقت: فليس من السهل أن ينسى الطفل الضرب، وأن يتعافى من آثار الضرب النفسية، فامنحه الوقت واستحمل بكاءه وشكواه.
شجع الطفل على التعبير عن مشاعره وتسميتها: فقل له أن يعبر عن خوفه ويشرح ما الذي أخافه، وبماذا شعر عندما تعرض للضرب، فهذا يساعده على فهم مشاعره والتعبير عنها وعدم كتمانها وبالتالي يخفف هذا من آثار الضرب النفسية عليه.
احمِ الطفل من التعرض لمواقف مشابهة أو التذكير بالموقف: ففي كل مرة يتعرض فيها الطفل لموقف مشابه سيتذكر ما حدث معه، وهذا سيزيد من المدة التي يحتاجها لعلاج آثار الضرب النفسية. وقد تحتوي القصص أو الأفلام أو ما يشاهده الطفل على التلفاز أو الإنترنت على أمور تثير مخاوفه من جديد وتجعله يجتر آلامه ويتذكر الموقف.
اطلب المساعدة: قد تحتاج لمساعدة الأخصائيين أحياناً وخاصة إن لم يتحسن طفلك لفترة طويلة، أو إن كنت أنت أيضاً متأثراً، أو إن كان الشخص الذي يضرب الطفل قريباً جداً منه ويصعب عليك فصل الطفل عنه كوالده مثلاً.
المصدر: مواقع متخصصة