الرئيس الأسد خلال حضوره والسيدة أسماء الأسد منافسات دورة ألعاب “جريح الوطن”: الجريح هو العنوان الأهم بالنسبة لنا والأولوية الأولى
حضر السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة أسماء الأسد مباراة بكرة السلة ضمن منافسات اليوم الثاني لدورة ألعاب جريح الوطن البارالمبية الثانية المقامة في دمشق.
وقال الرئيس الأسد في حديث مع المشاركين: ألف مبروك لجميع الفرق المشاركة، ألف مبروك الفوز، وطبعاً أنا لا أقصد الفوز بالجوائز النهائية، لأن البطولة لم تنته بعد، ولكن أقصد بالفوز قدرة كل جريح منكم على أن يصل إلى هذا المستوى حتى يتمكن من المشاركة بالبطولة، فمجرد المشاركة هو بحد ذاته انتصار، هو انتصار رياضي، هو انتصار جسدي وبدني وهو انتصار نفسي، انتصار الإنسان على نفسه، تفوق الإنسان على ذاته، لذلك مجرد أن يتمكن كل واحد منكم من المشاركة في هذا النوع من البطولات فهو بحد ذاته تتويج بغض النظر عن نتائج التتويج خلال البطولة.
وأضاف الرئيس الأسد: الحقيقة، نحن موجودون معكم هنا أنا وزوجتي أسماء، كنا نشاهد المباراة الحماسية بكل حماسة وبكل فخر في كل واحد فيكم، وبكل إعجاب بالمستوى التقني الرياضي الذي وصلتموه، وكنا نراقبكم ونحن نشعر فعلاً بالفخر وبالسعادة، ورأينا بشكل واضح ماذا تعني كلمة جريح قادر ومتمكن، نعرف أن برنامج جريح الوطن يهدف للوصول إلى جريح قادر ومتمكن ولكن لم نر اليوم شعاراً؛ رأينا تطبيقاً على الواقع، وهذا الشيء أرجعنا بالذاكرة أنا وزوجتي أسماء للقاءاتنا المختلفة مع الجرحى خلال زياراتنا في بيوتهم، وفي القرى، وفي المدن المختلفة، في المحافظات المختلفة، استقبالنا للمتفوقين منهم، البعض تفوق في المدرسة، وفي الجامعة، والبعض نجح في مهنته، والبعض نجح في تأسيس مشروع، ومنهم من تفوق في الأدب، في الموسيقا، في الفنون المختلفة، واليوم في الرياضة، قصة نجاحات متعددة في مختلف المجالات، وحضور اجتماعي متميز، وهذا الشيء غير مفاجئ بالنسبة لنا لأن نجاحكم في مختلف المجالات هو انعكاس، وهو استمرار لنجاحكم في القتال، وفي الميدان، وفي الدفاع عن الوطن، لذلك مهما اشتدت الحرب أو خمدت يبق الجريح هو العنوان الأهم بالنسبة لنا والأولوية الأولى، لسبب أساسي أن الجريح هو رمز وهو قدوة، هو رمز معنوي لكن هو قدوة عملية، الجريح هو أنموذج للوطنية، أنموذج للإرادة الصلبة، وأنموذج بالروح المقاتلة التي كنا نشاهدها الآن في الملعب، الروح المقاتلة والروح القتالية، هو مقاتل في الميدان، في الحرب، وهو مقاتل في السلم، يخوض المعارك في مواجهة الإرهاب، ويخوض الآن المعارك في مواجهة الإحباط، والنتيجة كانت انتصار الإرادة وهزيمة الاستسلام، هذا الشيء الذي نراه فيكم اليوم.
وتابع الرئيس الأسد: عندما احتاجكم الوطن في معترك الحرب لبيتم من دون تردد، ولما احتاجكم الوطن في معترك الحياة أيضاً لبيتم من دون تردد، الوطن بحاجتكم اليوم في حياتكم المدنية كأي مواطن فاعل ناجح ويقدم، وأنتم قادرون على التقديم، ولكن الوطن اليوم يحتاجكم بشيء أكثر وأكثر أهمية، بالنسبة لنا أنتم أنموذج للإنسان الذي قهر المستحيل، ويقدم نفسه لأشخاص آخرين قهرهم الإحباط بدل أن يقهروا هم الإحباط، الإحباط قهرهم، وأنتم تقدمون أنموذجاً يُقدم نوراً وضياء لأشخاص نفوسهم أظلمت من الداخل، وهم لا يوجد عندهم جزء بسيط من معاناتكم، جزء بسيط جداً، أنتم تقدمون أنموذجاً بالأمل لناس تمكن منهم اليأس، وأنموذجاً من التحدي لناس سيطرت عليهم الهزيمة النفسية الداخلية، لذلك نحن اليوم لسنا موجودين بهدف تشجيعكم بالمباراة، الحقيقة نحن هنا حتى نستمد منكم القوة والشجاعة، نحن لسنا موجودين هنا لنشجع الفرق وإنما نريد منكم أن تشجعونا حتى نتمكن أنا وباقي المواطنين السوريين من أن نصل ونرتقي إلى المستوى الذي وصلتموه أنتم، وحتى نمتلك جزءاً مما أنتم تمتلكونه من قوة وإرادة وعزيمة.
وختم الرئيس الأسد حديثه بالقول: الشكر الكبير للجهود الجبارة التي يبذلها كوادر جريح الوطن الذين أثبتوا فعلاً أن جريحنا قادر ومتمكن عندما تتهيأ له الظروف، وتُفتح له أبواب الفرص المختلفة، قادر على أن يكون متقدماً، ولذلك أنا أعتقد بأن ما رأيناه سابقاً وما نراه اليوم يؤكد دعمنا هذا المشروع، وسندعمه إن شاء الله بشكل أكبر، وسينعكس عليكم كلكم كجرحى بمختلف الجوانب، دعم هذا المشروع هو شيء أساسي لدفع تقدم الجرحى في مختلف المجالات المهنية والشخصية خطوات وقفزات إلى الأمام، وليس بهدف أن يكون الجريح مواطناً فاعلاً وناجحاً، لا، يجب أن يكون متميزاً بفاعليته، ومتميزاً بما يقدمه لوطنه، ومتميزاً بنجاحه كما كان متميزاً في المعركة.
ويشارك في الدورة 132 رياضياً من جرحى الوطن وأبطال الرياضات الخاصة وجرحى رياضيين من العراق.