العرض المسرحي “لمبة” وصراع الأفكار
طرطوس- محمد محمود
تتغاوى البنات من الأفكار وتتمايل ، علها تنجح في كسب ود أحد المنتجين وصناع محتوى مواقع التواصل الاجتماعي، بأن تصبح منتجا دراميا يمنحها فرصة الظهور والانتشار ، ويعود بالربح المادي على أبيها الكاتب ، لكن في زمن الرداءة والتفاهة تصبح الحظوظ الوفيرة فقط من نصيب الأفكار التي تحمل أكبر قدر من الإثارة والإغراء، وتحقق أعلى نسبة من المشاهدة والمتابعة، أما بنات أفكار الكاتب الرصينة والتي تحمل في طياتها الالتزام والأدب فتركن في موضع بعيد وتنسى ، فصلاحيتها انتهت ، لكن رغم ذلك ما زالت تترك تشويشا وصراعا في مخيلة الكاتب ، وتؤثر على إضاءة “اللمبة” وكفاءتها..
“لمبة” هو عرض مسرحي لشبان جامعيين استضافته خشبة المسرح القومي في طرطوس للمرة الثانية مساء أمس الأحد ٢٣ تشرين الثاني على خلفية النجاح الذي حققه في العرض الأول ضمن فعاليات مهرجان طرطوس المسرحي للهواة بدورته الثانية، كما تزامن العرض مع تكريم المخرج المسرحي رضوان جاموس وعرض فيلم وثائقي عن أعماله وإنجازاته، والذي بدوره اعتبر التكريم بمثابة هالة من الحب والإنسانية التي تعودنا عليها في عملنا كمسرحيين شاكرا كل من ساهم بإنجازه .
في المقابل تحدث علي عباس كاتب ومخرج العمل المسرحي للبعث أن المسرحية تأتي في قالب كوميدي ممتع “فاللمبة” هي كناية عن الومضة التي تنتاب الكاتب عندما يريد كتابة أي شيء وما يرافقها من تضارب وصراع بنات أفكاره بين أخذ ورد ورفض بعض الأفكار وقبولها بناء على الواقع المعيش والبيئة المحيطة به ومدى تأثره بها وتأثيرها عليه.
كما يناقش العرض رؤية بعض المنتجين الذين يعتبرون أن ما يمتلكونه من أموال يمكنهم من فعل أي شيء وشراءه، حتى دون خلفية ثقافية أو معرفية فالرسالة موجهة لأصحاب الأموال لاستثمارها بطريقة مناسبة وعدم الخوض في مجالات لا دراية لهم بها فقط لأنهم يمتلكون المال.
وأكد عباس أن النجاح الذي حققه العرض يؤكد أنه ينبثق من الواقع، ويحاكي تطلعات الشباب وأفكارهم، فكان خفيفا ممتعا مقبولا لهم. خاتما أن عروضا كهذه يجب أن تحظى بدعم واهتمام مادي، فرغم الدعم الكبير الذي قدمه المسرح القومي إلا أن زيادة الدعم المادي من شأنها أن تروج للعرض بشكل أكبر لنعمل على تفاصيل جديدة فيه كالديكور والإضاءة وغير ذلك.
حضر المسرحية والتكريم الرفيق سمير خضر عضو قيادة فرع الحزب العربي الاشتراكي بطرطوس والمعنيون في الشأن الثقافي والمسرحي في المحافظة.