زراعة واستيراد وأغلفة.. ماذا يحدث في سوق “المتة”؟؟
أُثير مؤخراً على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي خبر انقطاع مادة المتة من الأسواق، ليتبعها ارتفاع كبير في أسعارها تسبب بضجة بين الأوساط الشعبية، التي لم يعد أمامها غير هذه المادة للتسلية والضيافة، بعد ارتفاع أسعار كل المواد بشكل فاق قدرة الجميع على تحمل نفقاتها..
وفيما يبدو، ستلحق مادة المتة أيضاً بركب المواد المستغنى عنها قصراً من قبل الكثيرين، نظراً لما شهدته أسعارها من ارتفاع خلال الأيام الماضية، زادت على التسعيرة التي حددتها وزارة التجارة الداخلية بفارق كبير، متسائلين، كالعادة، عن أسباب هذه الزيادة غير المقبولة، ليأتيهم الرد من قبل جمعية حماية المستهلك بأن “ارتفاع تكلفة أغلفة العبوات” هو السبب!!.
إذ بين رئيس جمعية حماية المستهلك، في تصريحات صحفية لإحدى الوسائل الإعلامية، أنه بعد إصدار الوزارة التسعيرة الجديدة لمادة المتة، اتضح أن الأغلفة تزيد من أعباء التجار، وهذا ما دفعهم لعدم الالتزام بها، تبريرٌ قوبل باستنكار شديد من قبل المواطنين الذين ضاقوا ذرعاً بالحجج الكثيرة التي ترمى في وجوههم عند أي ارتفاع للأسعار، وعلق البعض ساخراً “بيعو المتة بالشوال” و”كل واحد يجيب كاسته ويعبيها”..
وما زاد استهجان الناس واستغرابهم، عدم تمكن الوزارة من التواصل مع التاجر المسؤول عن استيراد المتة للوقوف على أسباب هذه الزيادة، بحسب رئيس الجمعية، ووقوفهم مكتوفي الأيدي أمام ما يحصل، مشككين بقدرة الوزارة على حماية المستهلك وهي غير قادرة على الوصول إلى التجار ومساءلتهم على أقل تقدير، إذا لم نقل محاسبتهم..
وفي خضم هذا الجدال، ولتوفير المادة للمستهلك وتغذية الأسواق، دعا عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق، ياسر أكريم، وزارة الزراعة إلى تشجيع الفلاحين على زراعة المتة، خاصة في المناطق الساحلية، إذ تساعد الأجواء في تلك المناطق على مثل هذه الزراعات، وهنا توقف البعض عند مدى أهمية هذه المادة لتشجيع زراعتها على حساب العديد من المحاصيل الاستراتيجية الأخرى التي لم تلق حتى الآن الدعم الكافي لزراعتها.
الانقطاعات في مادة المتة وقلة تغذية الأسواق بها، يعود لأكثر من ستة أشهر، رافقتها زيادات عديدة على الأسعار، ووفقاً لعدد من أصحاب البقاليات فقد كانوا يشترون طرد المتة، في كل مرة يأتي فيها مندوب المبيعات، بسعر مختلف، فضلاً عن توزيع عدد قليل من الطرود لكل محل، وعليه فإن الغلاء ليس فقط بسبب تكاليف العبوات كما قيل!..
قد لا تكون المتة بهذه الأهمية بالنسبة للكثيرين، ولكن ما يحصل أنه في كل مرة تشهد الأسواق ارتفاعاً في أسعار أي مادة استهلاكية نسمع التبريرات ذاتها، من كلف الاستيراد والنقل والإنتاج ووو، دون أي تغير على أرض الواقع، وهذا ما يشجع البعض للدعوة إلى حملة مقاطعة للسلع التي تزداد أسعارها ويمكن الاستغناء عنها لفترة من الزمن، بدلاً من الإقبال على شرائها مهما غلا ثمنها.
تقرير متابعة – رغد خضور