سلايدمجتمع

الزواج المبكر.. عواقبه وأهمية مواجهته

 

رغم حملات التوعية الواسعة، ووجود بعض القوانين التي تحد منه، ما يزال الزواج المبكر منتشراً في مناطق مختلفة حول العالم، ما يفرض بالتالي المزيد من الحملات والقوانين التي من شأنها الحد قدر الإمكان من الزواج المبكر..

تترتب على الزواج المبكر العديد من العواقب والنتائج السلبية، منها ما هو صحيّ، ومنها ما هو ثقافي، إضافة إلى الجانب النفسي والاجتماعي..فما هي عواقب الزواج المبكر؟

النتائج الصحيّة

تتعرض الفتيات اللواتي يتزوجن بسن مبكرة للعديد من المشكلات الصحية حيث يكنّ أكثر تعرضاً لسرطان عنق الرحم والملاريا، كما أنهن معرضات أكثر من غيرهن لولادات مبكرة لأطفالهن مما يضع أطفالهن أيضاً لأخطار متعددة.

النتائج الثقافية 

إن النتائج الصحية الخطيرة المترتبة على الزواج المبكر تؤثر خصوصاً على الفتيات وليس على الشبان، إلا أن النتائج الثقافية لها تأثير واضح  على كلا الجنسين. حيث إن الشبان والفتيات الذين يتزوجون في عمر مبكر يلجؤون إلى ترك التعليم مهما اختلفت أفكارهم ومعتقداتهم، فمن الواضح أن آثار الزواج المبكر الثقافية تتخطى الفروقات الجنسية والعرقية لتصبح آثاراً عالمية طاغية على جميع الفئات العمرية الصغيرة بالسن ممن يقومون بالزواج مبكراً.

النتائج النفسية 

يرتبط الزواج المبكر بالصحة العقلية بشكل وطيد وخصوصاً عند الفتيات، حيث إن الفتيات اللواتي يتزوجن بعمر صغير يعانين من نقص أو انعدام الراحة النفسية بسبب العديد من العوامل التي تترتب على الزواج المبكر كالعنف الأسري والمسؤوليات الكبيرة والحمل والإنجاب بعمر صغير. ما يجعل من الفتيات اللواتي تزوجن بعمر 12 عاماً تقريباً يعانين من نقص أكبر في الرفاهية النفسية من نظيراتهن اللواتي تزوجن في سن 18 عاماً أو أكبر.

النتائج الاجتماعية 

لا يؤثر الزواج المبكر على الأفراد الذين على علاقة مباشرة به وحسب بل تتعدى نتائجه النطاق الخاص لتشمل المجتمع كلّه.

أهمية مواجهة الزواج المبكر

من الضروري مواجهة الزواج المبكر بكافة الأساليب ومن كافة الجهات المعنية وعلى مختلف المستويات، فذلك من شأنه أن يعود بالكثير من الإيجابيات على الفرد والمجتمع، ومن ذلك:

القضاء على الفقر:

يساهم الزواج المبكر في حرمان الفتيات الفقيرات من جميع الفرص التعليمية والمهنية مما يؤدي إلى إبقاء حالتهم المادية كما هي، وبالتالي استمرار الفقر.

 

القضاء على الجوع:

تعاني الفتيات اللواتي تزوجن في سن مبكر من معدلات عالية من سوء التغذية بسبب العنف الأسري أو الفقر أو الحمل المبكر والمتكرر، كما يعاني الأطفال المولودون من زواج مبكر من سوء التغذية، حيث أنهم من المرجح أن يموتوا قبل ميلادهم الخامس.

 

الصحة الجيدة والرفاه:

تتعرض الفتيات اللواتي يتزوجن بعمر مبكر لضغوطات كبيرة لإنجاب الأطفال مما يعرض صحتهن للخطر، حيث يموت في كل عام 70,000 مراهقة في البلدان النامية لأسباب تتعلق بالحمل والولادة.

 

التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع:

يحد الزواج المبكر من قدرة الفتاة على الذهاب للمدرسة وتعلم مهارات جديدة والاستفادة من هذه المهارات في فرص العمل المتاحة. كما أن التعليم هو أقوى الأدوات التي تساعد في إنهاء الزواج المبكر إلا أن الكثير من العائلات تحرم فتياتها من حق التعليم بسبب تزوجيهن بعمر مبكر.

 

النماء الاقتصادي:

إن الفتيات اللواتي يتزوجن بسن مبكرة يخرجون بشكل كامل من سوق العمل والقوى العاملة في المجتمع، حتى الفتيات الصغيرات اللواتي يسمح لهنّ بالعمل تكون فرصهن أقل أجراً لأنهن لم يكملن تعليمهن.

 

السلام والعدالة:

غالباً ما تواجه الفتيات الصغيرات المتزوجات العنف على أيدي أزواجهن أو أقاربهن، وتتعدد أشكال هذا العنف من عنف لفظي أو جسدي أو جنسي أو حتى الحمل المبكر القسري. لا تتحقق العدالة المجتمعية دون إنهاء العنف ضد الأطفال وبالتالي القضاء على الزواج المبكر.

 

رغم وجود العديد من الأسباب والعوامل القاهرة التي تساهم في ازدياد انتشار ظاهرة الزواج المبكر، إلا أن الحد منها والقضاء عليها واجب عالمي يجب أن يتم العمل عليه من قبل العديد من المنظمات والمؤسسات الدولية والعالمية بالتعاون مع المنظمات المحلية في كل مجتمع تنتشر فيه ظاهرة الزواج المبكر، من خلال سن العديد من القوانين والتشريعات التي تمنع وتحظر الزواج المبكر وملاحقة كل من يقوم بخرق هذا القانون ومعاقبته قانونياً.

 

المصدر: مواقع متخصصة