ثقافة وفن

قاف قاف جيم

مدَّ يده إلى جيب الليل.. سحب رزمة ضوء.. اكتشف أن ذاكرة العشاق مثقوبة.
قال قبل رحيله..”كثيرون حول السلطة ..قليلون حول الوطن”..!
و وفاء لطيب ذكراه….قرروا أن ينظموا مسيرة ليلية..
و أنْ يشعلوا أصابع الفقراء شموعاً..!
***

في كل صباح، يسير مبتسماً بقرب الشاطئ ويجرّ بيده حوضاً مليئاً بالأسماك الملونة..!
***

في كلّ لقاء تلفزيوني، يتفاخر بمنجزاته الأدبية والفنية.. ويهاجم النقاد.
مرة، قال باستعلاء لأحدهم.. أعطني رأيك الساقط بلوحتي البديعة..
الرجل: إنها لوحة بديعة..!

***

لم تكن امرأة عادية..فقد اعتادت في صباحات الحرب أن تتمترس في خندقها .. وأنْ تشهر قلم الحمرة وتعلن مواجهة المرآة…..!

***

استوقفته شارة البداية العطشى..تأملَ الرملَ المتناثر على أطراف الأغنية..أدركَ وقتئذ أنَّ مسلسل (في الطريق إلى الواحة) مجرد سراب..!

***

أفقدته الحرب إحدى يديه ورجليه، وكان مولعاً بالحياة..قرأ في صحيفة الصباح زاوية بعنوان على قدم وساق..احتضن ذاكرته وبكى..!

***

هاجر إلى “بلاد الآخرين”…تأقلم مع أغانيهم وعاداتهم ..!
بعد سنوات، قرر أن يغير اسمه كي لا يظهر غريباً…
جاءته أمه الراحلة في المنام وقالت له: لا تتأخر في العودة إلى وطنك يا بنيّ.. هذي البلاد التي أنت فيها..ستبقى “بلاد الآخرين”…!

***
الكل ، يخاف الطبيب النفسي ..اليوم زرته…جلسنا…كان المكان هادئاً…قال لي بدأت الجلسة..قلت له تفضل..
بدأ يحكي لي عن أوجاعه…أصغيت له بكل حواسي..آه..كم كان يتألم.
قبل أن أودعه، كتبتُ له مجموعة نصائح…منها : ألا يتردد في طلبي وقت يشاء…!

***

أعجبتها بلاد الغربة كثيراً..في كل مدة كانت تنظر إلى صور طفولتها وتعيد شريط الذكريات..ولكنّ صوت الثروة الذي استبد بها كان يأمرها بالبقاء ..!
فكرت كثيراً..وأخيراً قررت أنْ تفتح معملاً لصناعة الحنين..!
***

في ليلة تشرينية باردة، استغل الدلو غفوة البئر..سار على رؤوس أصابعه لينتقل إلى بئر أخرى كانت قد وعدته بمزايا أفضل..وقبل أن يهمّ بالهروب..فتحت البئر عينيها وقالت له: خذ الحبل معك…وكنْ على يقين أنني لن أفشي سرّك…!

***

بعدما اصفرت أوراق اللقاء، .جاء العتاب بنكهة سوريالية ..فاشتد صهيل المطر..!
وقبل أن يغادرا، ارتجف المكان..نظرا معاً إلى السماء.. شاهدا البرق يمارس غوايته ..فأدركا حينئذ أنَّ الرجوع قد ذاب..!

***
كان متعلقاً بكلمة الأمل..لم يدر أن الآتي سيعاكسه…
تخلى عنه أولاده ورموه عُرضة لنهش الكلام…مرت الأيام متثاقلة..سأل أصدقاؤه عنه..
قالوا لهم: استقر في دار الأمل للمسنين…!
***

قال لها: حذارِ حذارِ من الكلمة المائلة في آخر الإهداء ..!
تابعت قراءتها، فانزلقت دهشتها عند أول عنوان..( الانهيار)..!
***

قرأ لها بعض قصائده على ضوء الحكاية….فأسدلت الشمعة عينيها وغفتْ.

***

خيانة موصوفة
قبل موعد القهوة ، كان يرصّع حروف اللقاء بحبات “الهيل” ..ولم  يكنْ يدري أنها في كل نهار تشرب من فنجانين.
***
باب البيت بلا مقبض…..والنوافذ خلعت حياءها..الريح تسرح وتمرح في كل الزوايا..الهاتف يرن..
– ألووو..
– أريد التكلم مع ليلى..
– أهلا بك سيدتي..أنا الذئب..للأسف، ليلى ذهبت إلى مقبرة البلدة لدفن جدتها التي ماتت قهراً …من يتكلم كي أخبرها..!
– يا إلهي…! لروحها ألف سلام…قل لها اتصلت معك الحكاية..!
***

بعد أن أتمم واجباته الشعرية وختمها بقصيدة المطر…امتنعت كل الصحف عن نشرها بسبب البرق المنهمر فيها..
اقترح عليه أحد باعة الكتب أن ينشرها على حبال الرعد..!

***
منذ طفولته كان يحب مراقبة الناس..ولم يمت هماً كما يقولون..وعندما كبر ، وضع جمرتين في المنقل..راقبهما كيف كانتا تتجاذبان أطراف الاشتعال…أخذته غفوة..فوجدوه رماداً…!

كل يوم يرى في منامه أنه يطير ويحلّق عالياً دون أجنحة.
وخوفاً من سقوط مفاجئ، رسمَ على الأرض بجانب السرير مدرج هبوط.

رائد خليل