العنف المدرسي.. أسبابه وتداعياته والحلول
انتشرت ظاهرة العنف بين الطلاب في المدارس وتحولت لمشكلة حقيقية يجب السيطرة عليها، خصوصاً المدرسة هذا المكان الذي يجب أن يكون البيت الثاني للطالب والذي تكون مسؤوليته زرع المبادئ التربوية والتعليمية بعيداً عن كل أنواع العنف أيا كان نوعه: العنف السلوكي، الجسدي، اللفظي…
أسباب العنف المدرسي
تقليد المشاهد العنيفة: سببت المشاهد العنيفة المنتشرة بكثرة في الألعاب والأفلام وبعض البرامج إلى استسهال العنف من قبل الأطفال والمراهقين والرغبة في تقليده للإحساس بالقوة والسيطرة، بالإضافة إلى أن تقليد العنف قد يكون بسبب مشاهدة هذا العنف في المنزل كأن يكون الزوج يضرب زوجته أمام الأطفال فيقومون بتقليد ذلك في المدرسة.
هوس الهيمنة والسيطرة: يكون هوس السيطرة ممارساً من أحد الطلاب تجاه آخرين، وخصوصاً في مرحلة المراهقة..
التعرض للرفض الاجتماعي: يترك الرفض الاجتماعي الكثير من الآثار السلبية في نفسية الأطفال والمراهقين قد يكون أحد أهمها الانحراف وتطور السلوك العدواني العنيف الذي يسبب ممارستهم للعنف المدرسي، وذلك كمحاولة لإرضاء النفس ومواجهة هذا الرفض وإيقافه ونسيان الألم الذي يسببه.
التعنيف المنزلي: تعرض الأطفال والمراهقين للتعنيف ضمن المنزل يعكس في العديد من الحالات تطور سلوك عدواني عنيف يُمارس ضمن نطاق المدرسة غالباً.
ضعف الاهتمام الأسري: عدم انتباه الأهل وأفراد الأسرة على تصرفات الأبناء واللامبالاة في مشاعرهم يخلق لديهم الإحساس بالوحدة وعدم رغبة الأهل بوجودهم، ما قد يؤدي إلى الانجرار في العديد من السلوكيات السلبية التي منها العنف والعدوانية وسرعة الغضب.
الغيرة: الغيرة بين الزملاء أحياناً بسبب التفوق أو تباين اهتمام المدرسين ببعض الطلاب دون الآخرين قد تثير غضب بعض الطلاب، فيندفعون للاعتداء على زملائهم وتعنيفهم بهدف التقليل من قيمتهم.
الأصدقاء العنيفون: الانخراط ضمن مجموعة من الأصدقاء العنيفين قد يشجع على استخدام العنف، ويجعل المراهق خصوصاً، يراه كأسلوب لإثبات شخصيته وقوته أمام أصدقائه.
تداعيات العنف المدرسي
الأذية الصحية والجسدية: تشمل الإصابات والأخطار التي يمكن أن يتعرض لها الطالب بسبب العنف المدرسي.
الأضرار النفسية: والتي تعني تعرض الطالب لاضطرابات نفسية عديدة إثر التعرض للعنف المدرسي، كالحزن والاكتئاب والشعور بالوحدة، الخوف من الذهاب إلى المدرسة، ضعف الشخصية، قلة الثقة بالنفس، الأرق واضرابات النوم.
تغيرات سلبية في السلوك: حيث يسبب التعرض للعنف المدرسي حدوث تغير في مستوى سلوكيات الطالب على عدة أصعدة، فيلاحظ العصبية والغضب الدائمين، الميل للعدوانية وأذى الآخرين وخصوصاً في نطاق المدرسية، تعنيف من هم أقل قوة كالأطفال الأصغر أو الحيوانات، تخريب الأغراض والألعاب بشكل عنيف، السرقة، التلفظ بكلام وشتائم غير لائقة وغير ذلك.
مشاكل اجتماعية: تتمثل بضعف قدرات الطفل على التواصل، عدم الرغبة في الانخراط مع الآخرين، العزلة والوحدة، رفض التفاعل في النشاطات المدرسية، قلة الثقة بالآخرين، عدم التكيف مع الجو المدرسي.
تراجع التحصيل الدراسي: كالتدني في المستوى الدراسي، التسرب من المدرسة، عدم الرغبة في الدراسة والتعلم والرفض الدائم للذهاب إلى المدرسة، وآثار بعيدة المدى تمنع الطالب المتعرض للعنف المدرسي من التطور في المجال الأكاديمي وربما تؤدي به إلى عدم إكمال الدراسة.
حلول العنف المدرسي
فرض قوانين صارمة في المدارس: بحيث تكون هذه القوانين قادرة على ضبط سلوك الطلاب للحد من العنف.
الاستعانة بأخصائيين لتقديم الرعاية للطلاب في المدرسة: يشمل ذلك الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين الذين يقدمون المساعدة والرعاية لأي طالب يتعرض أو يعاني من أي مشكلة نفسية، كالانطواء والعزلة والغضب والسلوك العدواني وما إلى ذلك، بالإضافة إلى تقديم حصص وجلسات توعية حول موضوع العنف المدرسي والتأثير السلبي الذي يتركه على نفسية الطالب وحياته.
التوعية حول الإخبار عن العنف: حيث من المهم جداً في المدرسة أن يتم تقديم التوعية حول ضرورة الإخبار عن أي حالة عنف تُشاهد أو يتم التعرض لها، وأن المدرسة والإدارة تستطيع مساعدة أي طالب تتم مهاجمته وإزعاجه.
تقوية العلاقة بين الطلاب والمعلمين: يقضي الطلاب أكثر وقتهم في المدرسة مع معلميهم، فإن لم تكن العلاقة بين الطالب والمعلم تجري بشكل سليم سيخلق هذا العديد من المشاكل كالعنف المدرسي، لذا للحد من ظاهرة العنف المدرسي وحلها يجب دوماً التشجيع على تقوية العلاقة بين الطلاب والمعلمين والعمل على ذلك.
طلب مساعدة الأهالي: حيث إن التواصل مع الآباء خطوة هامة في عملية كبح العنف المدرسي والحد من آثاره السلبية، فكما ذكرنا في الأسباب قد يكون انحراف سلوك الطالب وخصوصاً لو كان في مرحلة الطفولة هو انعكاس لمشاكل أسرية يتعرض لها الأبناء في المنزل، لذا يُطلب من الأهالي الانتباه لحالة الابن النفسية في المنزل ومراقبة تصرفاته والحذر في أسلوب التعامل معه ومحاولة التحدث إليه والتقرب منه لمعرفة سبب العنف الذي يبدر منه أو الذي يتعرض له ضمن المدرسة والوصول للحل المناسب بمساعدة الإدارة المدرسية.
المصدر: مواقع متخصصة