محليات

متر السجاد براتب شهر وبطانيات المعونة “الحل البديل”

دمشق – ميس خليل
لا تنحصر معاناة السوريين في فصل الشتاء بتأمين وسائل التدفئة من محروقات أو حطب أو بنزين جراء أسعارها الملتهبة وندرتها في الأسواق، إنما تطول القائمة لتشمل كافة مستلزمات الشتاء الصعب لاسيما “الأغطية والفرش والوسائد والسجاد والموكيت”، ومع بدء هطول الأمطار من كل عام، تهرع النساء لفرش منازلهن ومد السجاد وإنزال الثياب الشتوية استعدادا ً للفصل المعروف بقساوته وتأمين دفء المنزل و”لمة العائلة ” لكن تلك الأحلام باتت ترتطم بالأسعار الخيالية التي وصلت لأكثر من 100% عن العام الماضي، حيث حلقت أسعار السجاد عالياً، إذ يبلغ ثمن سجادة متوسطة الحجم ما يعادل راتب 3 أشهر إن لم تكن من النوع الفاخر طبعاً.
ومن خلال جولة في الأسواق نلاحظ أن أسعار المتر الواحد من السجاد في مختلف الصالات تراوحت بين 50 ألف و190 ألف ليرة حسب النوع والنخب، كما وتختلف الأسعار حسب المكونات الداخلة في تركيب السجادة، فبعضها تحتوي الصوف الصناعي، والآخر يدخل فيها “البولستر” وتبلغ سعر السجادة الصغيرة منها ما يقارب 175 ألف أوأقل قليلاً.
تقول أم احمد: اقتناء السجاد باختلاف “أنواعه وجودته وأشكاله”، أحد أبرز أوجه معاناة أصحاب الدخل المحدود الثابت وفاقدي الموارد المالية، مشيرة إلى أن الحل الوحيد المتبقي للأسر ذات المدخول الضعيف هو مد بطانيات المعونة عوض السجاد، حيث أن لا قدرة مالية تكفي لشراء الجديد في ظل الغلاء الحاصل.
وبينت مها ” موظفة ” أنها لا تستطيع شراء السجاد نقداً من الأسواق الشعبية أو تقسيطاً من المؤسسة النسيجية بسبب الهوة الواقعة ما بين الأسعار المطروحة والراتب الشهري، ولا تتجرأ إطلاقا على دخول الأسواق الكبيرة والمولات، حيث لا يتجاوز راتبها حالياً 135 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل ثمن متر سجاد واحد ذو جودة أدنى من المتوسطة.
وفي البحث عن البدائل أشارت السيدة “عائدة” أنها لجأت في بداية فصل الشتاء إلى أسواق المستعمل المنتشرة حول أطراف العاصمة لتتعرض هناك إلى الصدمة جراء الأسعار غير المتوقعة، حيث لا تقل أسعار السجاد المستعمل عن الجديد سوى بنصف القيمة أو أكثر بقليل، ما دفعها إلى العزوف عن الفكرة واستبدال السجاد بـ “بطانيات المعونات”.
وتوافقها الرأي أم عماد التي اضطرت هذا العام لمد منزلها ببطانيات المعونة التي حصلت عليها كونها مهجرة، كما إنها ستضطر لاستخدام تلك البطانيات للغطاء بها مع ارتفاع أسعار الحرامات بشكل جنوني أيضا.