رياضة

المغرب يقلب موازين.. وكرتنا إلى الوراء!

قلب منتخبُ المغرب لكرة القدم موازين تاريخ بطولة كأس العالم ليشرق في سماء البطولة، مسجلاً اسمه بين الأربعة الكبار، بعد ما فعله من إعجاز غير مسبوق لمنتخب عربي بتأهله إلى المربع الذهبي رفقة الأرجنتين وكرواتيا وفرنسا.

إعجاز المغرب لم يكن سهلاً، وطريقه لم يكن معبداً، فهو واجه وانتصر على أعتى المنتخبات العالمية، خاصة وأنه أقصى فريقي إسبانيا والبرتغال المرشحين لنيل اللقب العالمي!.
ما فعله منتخب المغرب لم يأتِ من فراغ أو مصادفة، بل جاء بناءً على تخطيط سليم وفكر كرويّ متطور ولاعبين محترفين بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهنا نركز على كلمة محترفين، فاللاعب المحترف وبغضّ النظر عن قوة الدوريات التي ينشط بها يبقى محترفاً وخبرة لا بدّ أن تنعكس في أدائه بالمنتخب ويكون قيمة مضافة وبيضة القبان كما يقال.
المغرب أرهب قلوب الخصوم وأمتع عقول الجمهور والمتابعين بتكامل فريد من الجميع، وتناغم وانسجام اللاعبين وعقلية تفوق التصور لمدرّب المنتخب جعلته يتصدّر أفضل المدربين تكتيكاً.
وما يميّز منتخب المغرب الإصرار والتسلح بعنوان الفوز لا سواه، والطموح المشروع للوصول للنهائي وربما حمل الكأس، لينقل عالمية كرة القدم إلى الشرق في بلاد المغرب العربي.
هذا التصميم والإرادة رافقه تواضع منقطع النظير من اللاعبين رغم أنهم يلعبون بدوريات على مستوى عالٍ، في الوقت الذي نرى أن بعض اللاعبين المحترفين في منتخبنا لبوطني وبمجرد أن يخرجو  للاحتراف في دوريات أقلّ بكثير من أندية لاعبي المغرب يبدؤون بالتذمر والاعتذارات، إضافة إلى غياب الروح في الملعب وكأنهم يلعبون على مبدأ رفع العتب مع غياب التخطيط والتخبّط في اتحاد كرة القدم من ناحية انتقاء المدربين وتوفير فرص التحضير المناسبة.
فإلى متى سنبقى نستمع ونشجّع ونتحدث ونحلل للآخرين وكرتنا إلى الوراء؟!.

علي حسون