ثقافة وفنمنوع

موظف في دار نشر أمريكية يعترف بسرقة 1000 مخطوط

 

اعترف موظف إيطالي سابق في مقر دار النشر الأمريكية “سايمن أند شوستر” في لندن بسرقة أكثر من ألف مخطوط لكتاب مشهورين، بفضل نظام مبتكر لانتحال الهوية، وذلك خلال استجوابه أمام القضاء الفيدرالي في مدينة نيويورك.

وأوقفت الشرطة الفيدرالية الأميركية (أف بي آي)، أمس، الموظف فيليبو برنارديني، البالغ من العمر 30 عاماً، في مطار جون كينيدي الدولي في نيويورك، ووجّهت إليه تهمة الاحتيال الإلكتروني، وانتحال هوية عدد من الشخصيات في مجال النشر.

وأراد برنارديني من خلال عمله هذا، الذي بدأ صيف العام 2016، الاستحواذ على أكثر من ألف مخطوط لروايات وأعمال أدبية أخرى، تعود إلى مؤلفين مرموقين، وذلك قبل نشرها.

وأوضح المدعي العام الفيدرالي في مانهاتن، داميان ويليامس، في بيان أعلن فيه إقرار المتهم بالذنب، أنّ “فيليبو برنارديني استغلّ معارفه في مجال النشر لإنشاء نظام سرقة لأعمال المؤلفين القيمة، متسبباً بضرر لهذا القطاع”.

ويُتوقّع أن يصدر الحكم على الشاب الإيطالي في الـ5 من نيسان المقبل، والذي قد تصل عقوبته إلى السجن 20 عاماً، وقد سبق له أن دفع تعويضات بقيمة 88 ألف دولار، من ضمن إجراءات الإقرار بالذنب، مما يُجنّبه محاكمة جنائية.

واعترف برنارديني، الذي كان يعمل لدى دار “سايمن أند شوستر” بصفة “منسّق حقوق”، بأنّه حصل طيلة 5 سنوات على “مئات المخطوطات غير المنشورة”، بعضها لكتاب مشهورين أو ممثلين عنهم، من خلال مراسلتهم من عناوين إلكترونية مزيفة لمسؤولين في دور نشر أو وكلاء أدبيين.

وسجّل برنارديني “أكثر من 160 نطاقاً إلكترونياً احتيالياً” على الإنترنت، وكان أحياناً يغير حرفاً واحداً بطريقة يصعب التنبه لها في عنوان البريد الإلكتروني، وينتحل هوية أشخاص معروفين لدى الجهات المستهدفة لتسهيل الإيقاع بهم.

ومنذ سنوات، يضجّ قطاع النشر بمحاولات انتحال صفة، بعضها فاشل، والآخر ناجح لكنّه غير واضح الأهداف، لكون السرقات لم تكن تُستتبع بطلب فدية مالية، أو بتسريب أعمال لنشرها بصورة غير قانونية.

وفي شهر آب من العام 2021، روت مجلة “نيويورك ماغازين” كيف طلب شخصٌ انتحل صفة زميل لهم في إيطاليا من ناشري سلسلة القصص البوليسية السويدية “ميلينيم”، في سنة 2017، أن يُرسلوا له رابطاً آمناً يوفّر نفاذاً إلى مخطوطة قيد الترجمة قبل إصدارها.

وفي العام 2019، كشف الوكيل الأدبي للروائية الكندية مارغاريت أتوود أنّ عمليات احتيالية من هذا النوع استهدفت التتمة المنتظرة من رواية “حكاية الخادمة”، أشهر روايات أتوود.

وطاولت محاولات برنارديني الاحتيالية أيضاً كُتّاباً معروفين، من أمثال سالي روني وإيان ماك إيوان، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”.