رفعت عطفة في ترجمة جديدة للموت، للحياة
غيب الموت اليوم الأديب والمترجم رفعت عطفة، بعد معاناة مع المرض.
والأديب الراحل من مواليد مصياف ١٩٤٧، و يعتبر واحدا من المترجمين القلائل، الذين نقلوا الأدب العالمي_الللاتيني بشكل خاص_ إلى العربية، ببراعة لغوية وأدبية لافتة، خصوصا وأن الأدب اللاتيني، من أصعب الآداب على الترجمة، بسبب اللغة المليئة بالشحنات العاطفية، وبالرموز المتعددة، والأصوات الخاصة بطبيعة تلك اللغة وبطبيعة الثقافة، الخارجة من رحمها.
الموت، كان من المفردات التي نقلها كثيرا، في ترجمته للأدب العالمي، نقله بكثير من الحياة، لأنه صاحب مشروع كمترجم، ولأنه أيضا من الأدباء القلائل، الذين استطاعوا توظيف حساسيتهم الأدبية، ببراعة في نسيج ترجماتهم، دون سعي لإبراز هوية أدبية، شخصية، في نتاج أدبي للغير، إلا أن تلك الترجمة بأسلوبه المتقن، والخاص، صارت تدل عليه، كما لو أنها هوية إبداعية، يضعها قرب تلك الشخصية، وليصبح الكتاب المترجم، والموقع باسمه، من الكتب الموثوقة عند القراء، ليس كعلامة جودة على الترجمة فقط، بل لكون أسلوب عطفة الأدبي، سيكون حاضرا أيضا، ليس في خيانة النص، بل في رفع مستواه الأدبي، وهنا يكون الفرق جليا وواضحا بين الأديب المترجم، والمترجم، فروح اللغة يستطيع الأديب لمس نقاط توهجها، وبالتالي يستطيع أن ينقلها من وجدانه للورق، بغلاف رقيق من غبار طلعه الذهبي المتوهج، وهذا ما فعله عطفة طوال ٤ عقود من عمله في الترجمة الأدبية، وإبداعه فيها.
تمّام بركات