تعددت المشاهد في قراءة الفواجع…
الزلزال أنموذجاً، إذن، هي الحاجة للاستجلاء ومعرفة الأشياء وتفسيرها وتفكيك حيثياتها ثم إعادة البناء. وكل هذا، يدفعنا إلى سبر أغوار التداعيات وماهيتها، وهو ما يدفعنا أيضاً لتقييم الحالات ونقدها على أساس أخلاقي.
الفن عموماً، يعيد إنتاج الوعي الاجتماعي ويحدد مساره ويسعى إلى تغيير المحيط وتوجهه ، وهذا يجعلنا نعيش متأملين إلى أقصى حدود التأمل في هذا العالم الذي يشكّل تياراً غير قابل للتراجع. صور ومشاهد عديدة ملأت عقول الفنانين قبل صفحاتهم ،وأشارت بحرفية عالية إلى الواقع بعين المتبصر وبخصوصية مطلقة، أو إذا صحَّت التسمية ، فقد كانت المسألة ذاتية صرفة وعاطفية.
إذن، هو الحس الإنساني، الذي جعلنا نكتب ونرسم مقياس الهزات البشرية على الأرض وعلى المستوى الأخلاقي..فالتوصيف كان دقيقاً ..إذ حمل الشكل وعاءه الفكري وحرّض عقل القارئ تجاه العمل الإبداعي، وأثار مشاعره وساهم في تكوين وعيه، وهو بذلك يمتلك- أي الفن- القدرة على معاصرة المجتمعات ومواكبة تطوراتها.
ولكن، على الرغم من القراءة والمشاركة الفعالة ، نسأل، هل ساهمت تلك الرسوم العاطفية في جلاء بعض الأمور وخباياها..؟
وهل عاش القارئ معها..؟ وهل هل خلقت تلك الرسوم والكتابات واقعاً جديداً منتجاً مبنياً على التذوق والمعايشة..؟
هي أسئلة ربما كانت فوضوية في زمن بات بحاجة إلى ترتيب أوراق غير ملوثة.
رائد خليل