محليات

سماد “الفيرمي كمبوست”.. تحويل مخلفات بيئتنا إلى كنوز للتربة وصديقة لها

دفعت الأوضاع المعيشية الصعبة السيدة محاسن إبراهيم (زوجة شهيد وأم لثلاثة أبناء) للاتجاه نحو الزراعة والبدائل السمادية لتربة حديقتيها، والآن لديها تجربتها الناجحة التي بدأتها من عدة سنوات لإنتاج السماد العضوي “الفيرمي كومبوست” وهو منتج من ديدان الأرض و لديها أطنان منه، وقد احتل مكانة متقدمة بين الأسمدة في كل العالم لاحتوائه على كل العناصر المغذية للنبات والبكتريا النافعة للتربة.

وبينت محاسن في حديث مع ” البعث ميديا” أنها أنشأت مشروعها بأضعف الإمكانيات وتعلمت من ترجمة أبحاث ومقالات عالمية وأيضاً قرأت لأشهر الدكاترة والمهندسين الزراعيين المختصين في مصر والعراق وغيرها،
فالمشروع عبارة عن تربية ديدان من أنواع ديدان الأرض المختصة في إنتاج هذا السماد يتم وضعها في أحواض خاصة ونقدم لها مخلفات البيئة من بقايا خضار وفواكه وأوراق أشجار ومخلفات الحيوانات (روث الحيوانات العاشبة إن كان أبقار أو أغنام أو ماعز أو طيور)، مشيرة الى انه يتم وضع هذه المخلفات في الأحواض مع كتلة من هذه الديدان وتامين الحرارة المناسبة والرطوبة لها ويتم ضبط PH أي مايعرف بحموضة التربة لفترة من الزمن بحيث تأكل الديدان هذه المخلفات وتضيف إليها من عصارتها الهاضمة أحماض وأنزيمات أيضاً نافعة للتربة وتخرجها على شكل حبيبات صغيرة تسمى “الفيرمي كومبوست”.

إبراهيم أوضحت أن هذا المشروع هو مشروع أُسري يقوم على تدوير النفايات وهو مشروع رابح مفيد للإنسان و صديق للبيئة من خلال تدوير مخلفات مطابخنا ومحاصيلنا وتحويله لكنز أسود يخصب تربتنا ويساعد زراعاتنا، منوهة إلى أنها كانت من الأوائل في تنفيذ هذه التجربة وبعد امتلاك الخبرة الكافية تم إعطائها لمئات الأشخاص ممن أبدوا رغبتهم في تربيتها مع الإشراف على مزارعهم حتى آخر مرحلة وهي القطاف والهدف نشر ثقافة الزراعة العضوية وتحويل مخلفات بيئتنا إلى كنوز للتربة تعطينا الزراعة النظيفة.

يقول العم أبو علي من محافظة طرطوس يستخدم “الفيرمي كومبوست ” أن الأرض تستحق منا كل اهتمام والتسميد بالفيرمي كومبوست يُحسّن و يُعطي التربة خصوبتها لاحتوائه على المجموع الحيوي من بكتيريا تكافح الأعفان ولاحتوائه على العناصر السمادية المغذية التي لاتحتاج وسيط بينها وبين النبات لامتصاصها، مؤكداً أن كل مزارع يستطيع تربية الديدان وإكثارها وإطعامها المخلفات الطبيعية من بقايا الخضار والفواكه وبقايا المحاصيل وروث الحيوانات لتقوم هذه الديدان بهضم هذه المخلفات وتحويلها لسماد الفيرمي كومبوست.

في حين يشير محمد عيسى “مزارع ” انه عندما تكون مربي لأبقار أو أغنام أو طيور في مزرعتك فإن تكاليف مشروعك لإنتاج الفيرمي كومبوست تكون صفر تكلفة بعد تأمين ديدان السماد التي تحول مخلفات تلك الحيوانات ومخلفات تلك المزروعات إلى سماد الفيرميكومبوست، مؤكدا أن الجوع والخوف من فقدان الأمن الغذائي جعل الناس تتجه إلى البستنة وإنتاج طعامهم في اصغر المساحات لديهم في الحديقة أو على بلكونة أو على الأسطح إضافة للمزارع.

البعث ميديا – ميس خليل