ملتقى البعث للحوار: ماذا عن زلزالية سورية وتداعياتها على الحالة الاجتماعية؟
حلب-غالية خوجة
أجابت عن هذا السؤال الندوة الحوارية الالكترونية التي أقامتها قيادة فرع حلب للحزب – مكتب الإعداد والثقافة والإعلام برعاية الرفيق أحمد منصور أمين فرع حلب وذلك ضمن فعاليات ملتقى البعث للحوار، وشارك فيها كل من د.فواز الموسى من كلية الآداب قسم الجغرافيا، د.عبد الله قدور من كلية التربية إرشاد نفسي، د.زهرة اتش أوغلي من كلية الهندسة المدنية.
بدأت الندوة من المنظور الجغرافي للزلزال والذي أوضحه د.الموسى من خلال أنواع الزلازل ومنها التكتوني، والبركاني، والهبوط، وأسبابها طبيعية، أمّا الأسباب البشرية فمنها إقامة السدود والتفجيرات النووية، وبالنسبة لزلزال سورية فإن الفالق السوري الأفريقي العظيم فهو متحرك بشكل دائم، والغاب يتسع سنوياً عدة ملليمترات، بينما البحر الأحمر فيتسع سنوياً عدة سنتيمترات، ونتيجة هذه الحركة تختزن الأرض الطاقة لتفرغها كل قرنين مثلاً.
وبدورها، أشارت د.أوغلي إلى مخاطر المنشآت وأهمها السكن المتصل وغياب المهندس المنفذ والمهندس المشرف، والخلطة البيتونية غير المطابقة للمواصفات ومنها كمية التسليح المطلوبة، مما يؤدي إلى جريمة بحق المنشأة والساكنين، وهذا ما يسببه بعض ضعاف النفوس، لذا، لا بد من تكامُل الجملة الإنشائية مع ميكانيكا التربة من خلال دراسة كافية.
بينما ركز د.قدور على آثار الانهيار النفسي والاجتماعي انطلاقاً من مقولة:”لا يمكن أن تطلب من الإنسان أن يتصرف بصورة طبيعية في ظروف غير طبيعية”، لذلك فإن الحرب وآثارها أدت إلى عدة مؤثرات تداخل معها الزلزال، ومنها النزوح وفقدان عدد من أفراد الأسرة والانتشار في الطرقات والحدائق والأمكنة المفتوحة، ففقد العامل عمله، والتلميذ لم يعد يذهب إلى المدرسة، والأم كما الأب ما بين العمل والأسرة، وارتفاع حالات الطلاق، وكل ذلك أدّى إلى زيادة حالة الفقر والفاقة الاجتماعية إضافة للحصار وقانون قيصر، علماً أن المدة المؤقتة لفك الحصار لا يمكن أن تلغي حرباً كونية على الوطن، ولا التوتر والاكتئاب وعدم الاستقرار النفسي.
وأضاف: هناك هرم لإشباع الحاجات الأساسية للإنسان، فكيف نتعامل مع الزلزال والمواطن يفتقد الكثير منها، ونحن نفتقد أقل الآليات تلك التي جاءت كمساعدات إنسانية من الدول العربية والصديقة والذين نشكرهم مع كل من ساهم في رفع المعنويات، وأولهم السيد الرئيس بشار الأسد الذي رفع الروح المعنوية بزيارته للمدن المتضررة.
وأكد: لا بد من استبعاد الهلع مع الزلزال والتعامل بأريحية واسترخاء تام، ومعالجة اضطراب الشدة بعد الصدمة، وإعادة الدمج الاجتماعي.
أمّا الرفيق عماد الدين غضبان رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الفرعي فرأى أن الندوة أضاءت عدة محاور منها البنية الإنشائية، التموضع الجغرافي، الآثار النفسية الاجتماعية، ودورنا كحزب مجتمعياً كان منذ بداية الكارثة، فلقد تصدت الكوادر بكافة الإمكانيات، مثل التواجد في مكان الإيواء، وتقديم العون والمساعدة، لنكون مع التعاضد المجتمعي الإنساني يداً بيد، إضافة إلى فتحنا أمكنتنا لاستقبال المتضررين، وهذا من ضمن الدور الاجتماعي المناط بالحزب، أمّا عن الهدف الالكتروني للندوات فهو لكي يطلع عليها أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع.
وأدارت الحوار يسرى الحميدي بين تقديم ومداخلات وقراءة بعض مقترحات وأسئلة المتابعين الالكترونيين، ومنها: ضرورة المراقبة أثناء الترميم والتدعيم وإعادة البناء، ضرورة إحداث فريق للكوارث والطوارئ، وضرورة الإعداد النفسي، وهل سيكون هناك يوم وطني للتوعية بالزلازل وتجنبها إنشائياً ونفسياً واجتماعياً؟
وعلى هامش الندوة، أكد الجميع على ضرورة اتخاذ الإجراءات الاستباقية على كافة الصعد الإنشائية والنفسية والاجتماعية والصحية، ملفتين إلى ضرورة المساءلة: أين المساءلة؟ لذلك، تمنينا أن يكون بين المشاركين مختص قانوني ليعرض ضرورة ملاحقة المقصرين والمفسدين ومسؤولياتهم وعقوباتهم التي يستحقونها لينام الضحايا بارتياح.