لماذا غاب الرأسمال الوطني عن صناعة الدراما؟!
واحدة من أبرز الصناعات الوطنية، والثقيلة أيضا، التي ننشد حضورها وتوطينها هي صناعة الدراما التلفزيونية.
والمعروف أن الجانب الإنتاجي في هذه الصناعة، صار من أهم أركانها، والقطاع الخاص، له الحصة الأكبر والأهم، إلى جانب القطاع العام، الذي تراجع دوره خلال سنوات الحرب.
قبل الحرب، كان القطاع الخاص، سخيا في تعامله مع هذه الصناعة، وكانت بدورها سخية أيضا في الأرباح، لكن حضور رأس المال هذا، صار متواضعا وإلى حد ما جبانا، الأمر الذي انعكس على السوية الفنية لصناعة الدراما التلفزيونية، وما أدى إلى حرمان الجمهور المحلي والعربي أيضا، من الإستمتاع بأعمال درامية “وازنة” كما يقال بالعامية، وصرنا نرى لمسلسلات لا يوجد فيها ما يعطيها هذه الصفة الإبداعية، إلا الاسم!
اذا ما أجلنا الحديث عن الجدوى الاجتماعية والثقافية، وتحدثنا عن الناحية التجارية فالصناعة الدرامية مجدية وتدر الكثير من الأرباح وتشغل يدا عاملة فنية غير قليلة وتمنح المشتغلين فيها خبرات تراكمية يمكن أن يتم استثمارها كثيراً.
وبالعودة للدور الهام للدراما في امتاع الجمهور وتثقيف الجيل والترويج للأفكار والقيم النبيلة، فهذا جانب لا يزال الاشتغال عليه ضعيفاً سيما واننا على أعتاب مرحلة ما بعد الحرب، وللنهوض بأعباء الحرب يجب أن تترافق الجهود الاقتصادية والسياسية بالفكرية والثقافية والدراما السورية حامل هام للثقافة يجب النهوض بها أيضاً.
وتعتبر العودة الآمنة للاستقرار الإجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي من أولويات صناعة الدراما السورية، وهذا لا يمكن في حال من الأحوال الوصول إليه إلا بمساهمة الرأسمال الوطني الشجاع، الذي يطرح نفسه في سوق المنافسة العربية وربما العالمية منطلقاً من ضمير المجتمع وحاجاته دون تجاوز ألف باء التجارة التي تسعى حكما لتحقيق الربح، وبما أنها صناعة رابحة فلا نرى مبرراً لغياب الراسمال الوطني عنها، خصوصا وأن المقاطعة والحصار، تم كسر حدتهما هذا الموسم، وصارت الشاشات العربية، تعرض العمل السوري، بل وتنتجه وبتكلفة عالية جدا، ما يعني أننا نتجه نحو مزيد من الانفتاح التجاري في هذا القطاع الحيوي والهام والضروري.
بلال ديب