مجتمع

الضحك بدون سبب…أسبابه من وجهة نظر نفسية وكيفية علاجه

الضحك بدون سبب مسألة غريبة وغير مفهومة وقد تعرّض الشخص لمواقف محرجة أو مزعجة أو مرفوضة من قبل الآخرين، فما هي أسباب حالات الضحك بدون سبب من وجهة النظر النفسية، وهل يعتبر الضحك بدون سبب مرض أو أاضطراب نفسي، وكيف يتم علاج الضحك بدون سبب؟

هل الضحك بدون سبب مرض نفسي؟

لا يعتبر الضحك بدون سبب محدد مرضاً نفسياً بالضرورة خصوصاً عندما لا يكون أمراً مستمراً وعلى شكل نوبات من الضحك اللاإرادي، بل أن الضحك العفوي والطبيعي بدون سبب واضح يمكن أن يكون علامة على الصحة النفسية الجيدة والسعادة، ومع ذلك قد يشير الضحك العفوي والمفاجئ بدون سبب إلى بعض المشاكل النفسية في حالات معينة مثل اضطرابات المزاج أو القلق أو اضطرابات التواصل الاجتماعي.

وعلاوة على ذلك، قد يشير الضحك العفوي والمفاجئ اللاإرادي إلى وجود بعض المشاكل الصحية الجسدية، مثل بعض الأمراض العصبية أو الأورام الدماغية أو الجلطات الدماغية، ومن المهم البحث عن الأسباب الجسدية المحتملة لهذا النمط من الضحك خاصة إذا كانت الحالة مستمرة أو تزداد شدتها مع الوقت.

سبب الضحك بدون سبب في علم النفس

تفريغ التوتر: قد يكون الضحك بدون سبب طريقة للتعبير عن التوتر والقلق المكبوت داخل الشخص، حيث يعمل الضحك كوسيلة للتخلص من هذه المشاعر المزعجة، وهو مشابه لحالات البكاء بدون سبب أو الانعزال والصمت اللاإرادي الناتج عن التوتر والقلق.

الاستجابة النفسية المشروطة: من الأسباب المحتملة للضحك بدون سبب أن يكون نتيجة لاستجابة مشروطة تم تعلمها في سياق معين، مثل الضحك عند سماع موسيقى معينة أو في مواقف معينة.

متلازمة الضحك اللاإرادي: في بعض الحالات، قد يكون الضحك بدون سبب نتيجة لحالة طبية معينة مثل متلازمة الضحك اللاإرادي، التي يمكن أن تنجم عن أمراض عصبية مثل الصرع أو إصابات الدماغ، كما أن بعض الحالات النادرة التي تعاني من نوبات الضحك بدون سبب بشكل مستمر يصعب تشخيصها وعلاجها.

التأثيرات الكيميائية: قد يكون الضحك بدون سبب نتيجة للتأثيرات الكيميائية المختلفة على الدماغ، مثل تناول بعض الأدوية ذات التأثيرات الجانبية أو تعاطي المواد المخدرة التي تؤثر على عمل الهرمونات وينتج عنها نوبات من الضحك الهستيري.

التأثير الاجتماعي وعدوى الضحك: من أهم أسباب الضحك اللاإرادي ما يعرف بعدوى الضحك، حيث يمكن أن يكون الضحك العفوي نتيجة لتفاعل الشخص مع الآخرين الذين يضحكون حتى وإن لم يعرف السبب الذي يدفعهم للضحك.

المقاومة النفسية: الضحك بدون سبب قد يكون شكلاً من أشكال المقاومة النفسية في بعض المواقف الخطيرة أو السلبية، مثل انكشاف سرّ أو التعرض لمواجهة سلبية ومحرجة، حيث يكون الضحك في هذه الحالات محاولة لتبديد التوتر وتغيير الموقف.

الرغبة في التواصل والاندماج: قد يضحك الشخص بدون سبب لإظهار تفهمه للآخرين أو لإظهار التعاطف والود، ويعتبر الضحك بالحالة الاعتيادية وسيلةً للتواصل الاجتماعي، قد تكون الرغبة الشديدة بالحصول على القبول اجتماعي سبباً للإفراط في الضحك.

علاج الضحك بدون سبب في علم النفس

أول خطوة في علاج الضحك اللاإرادي هي تشخيص سبب الضحك بدون سبب، وتحديد نوعية وكثافة نوبات الضحك اللاإرادي أو القهري وتتبع المحفزات أو الأفكار أو الحالات المرتبطة بهذه النوبات، وبناء عليه يقوم المعالج المتخصص بتحديد الخطة العلاجية للضحك بدون سبب، ومن وسائل علاج الضحك بدون سبب في علم النفس:

علاج الاضطرابات والمشاكل النفسية: من خلال استشارة الطبيب المتخصص يمكن تحديد العلاقة بين نوبات الضحك بدون سبب أو الضحك اللاإرادي وبين بعض الاضطرابات والمشاكل العقلية والنفسية، ولا بد من العمل على علاج هذه الاضطرابات أو المشاكل بالتزامن مع العلاج النفسي المركّز للضحك القهري.

جلسات العلاج النفسي: وعادة ما يشمل العلاج المعرفي-السلوكي الذي يركز على تغيير الأفكار والسلوكيات السلبية التي تؤدي إلى الضحك بدون سبب وإعادة بناء المواقف والاستجابات.

التدريب الذهني: الذي يركز على تحسين الوعي الذاتي وتطوير مهارات إدارة العواطف والمشاعر والتحكّم الانفعالي، من خلال مجموعة من العمليات والتمارين اليومية المتعلقة بالتركيز والألعاب الذهنية والعقلية التي تساعد بعلاج نوبات الضحك القهري.

تغيير نمط الحياة: لا يمثل تغيير نمط الحياة علاجاً مباشراً للضحك اللاإرادي، لكن تعديل نمط النوم مثل وممارسة الرياضة وتناول الأغذية الصحية يساهم في تحسين الحالة النفسية وتخفيف الضغوط النفسية، وبالتالي المساندة في علاج حالات الضحك بدون سبب.

المصدر: مواقع متخصصة