الشريط الاخباريثقافة وفن

الكرزون.. مسلسل هندي – محلي!

 

وأخيراً انتهى مسلسل الكرزون، تأليف مروان قاووق ورنيم عود، إخراج رشاد كوكش، بعد أربع وثلاثين حلقة عُرضت لقصةٍ لا تحتمل أكثر من حلقتين بأحسن الأحوال.

في البداية قلنا إننا ربما نشهد عملاً مشوقاً يتطرق لقضية مفصلية وحساسة، تفجير مرفأ بيروت، ويعالج تداعياتها وأثارها على شريحة ما، لكننا مع تتالي الحلقات اكتشفنا حقيقة ما يجري، فكنا أمام عمل فارغ، ممل، لا يحمل أي قيمة مضافة، لا فنياً ولا اجتماعياً ولا فكرياً ولا حتى نفسياً..

وللأمانة قد يكون أضاف شيئاً نفسياً، ولكن بمنحى سلبي، فقد نُفخت قلوبنا وأُصبنا بالشلل من فظاعة الأحداث وفجاجتها وسوءها، فعلى الرغم من محاولة تقديم صورة من الواقع وتصدير صورة البشر عند انتهاء المصالح، رغم تكرارية القصة، إلا أن السياق الذي قدمت فيه كان سيئاً لم يخدم الفكرة، أو ربما نحن متفائلون كثيراً بأن هناك فكرة من الأساس..

أداء باهت للمثلين، وأخر مبالغ فيه، ردات فعل باردة وغير منطقية، حوارات سطحية وساذجة، مشاهد مكررة محشوة هنا وهناك، استسهال واستخفاف في طرح الشخصيات وطريقة التعاطي مع الكاركتر الخاص بها، بالمختصر لم يكن العمل جيداً ولا من أي ناحية، لا فنياً ولا نصياً ولا أدائياً وحتى إدارة الممثل لم تكن موجودة، فالأمر كان متروكاً لأولئك الذين يقرؤون الحوار أمام الكاميرا ليفعلوا ما يشاؤوا، المهم إنهاء المشهد بأي شكل كان..

للأسف لم نرى مشهداً واحداً متكاملاُ فنياً، كل المشاهد كانت كرتونية، إن صح التعبير، مشتتة لا رابط بينها، مشاهد مصورة بسرعة ودون تركيز، المهم تعبئة الوقت والمماطلة حتى نهاية الشهر الكريم، وكأننا لا يكفينا ما يحدث في الغالب من إطالة حتى يصل أي عمل لثلاثين حلقة، ليزيد صناع الكرزون على ذلك ويخرجوا بهذا المنتج الرهيب..

أربع وثلاثون حلقة والكرزون وطاقمه يدورون حول أنفسهم في حلقة مفرغة، مدخلين الملل إلى كل تفاصيل الحكاية وشخصياتها، لدرجة إدخال شخصيات لا معنى لوجودها ولا تأثير لها على سير الأحداث، ولا تحمل قصة معينة سوى أنها تساند الأبطال أو تسليهم أحياناً..

ووفقاً لما هو متعارف، يمكن أن يرفع أداء الممثلين من سوية النص، وإدارة المخرج لكوادره تساهم في صنع صورة أفضل تطغى على الثغرات التي يمكن أن توجد في الحبكة، ولكن ذلك كان مفقوداً في الكرزون، وصدقاً لا نعرف على ماذا كان الاعتماد لرفع العمل وانتشاله من ضعفه، هل وجود أسامة الروماني كقامة فنية كبيرة، أم ليليا الأطرش وعودتها إلى الدراما بعد انقطاع، والتي يبدو أنها أثرت عليها وأنستها التمثيل وأفقدتها سلاسة الأداء وعفويته، أم الاعتماد على عامر علي و فراس إبراهيم و علي كريم ووفاء موصللي أصحاب الأداء البارد أو على مشاهد فاتح سليمان الغير مفهومة، باعتقادنا الأمل كان معقوداً على وقت عرض المسلسل الذي تزامن مع فترة وصل الكهرباء في أغلب المناطق، وإلا لما تابع أحد العمل أو سمع فيه..

رغد خضور