الشريط الاخباريسلايدمحليات

رسالة “المازوت”.. بين وقت التسليم وموعد الموزع “راحت علينا”!

 

محروقات، الاسم الذي يُسر الكثيرين عند رؤيته يزين هواتفهم برسالة تخبرهم بوجوب استلام مخصصاتهم من الوقود، وبالتأكيد الرسالة الأكثر بهجة هذه الأيام هي رسالة مادة مازوت التدفئة، بعد عناء انتظارها طوال فصل الشتاء.

لا يهم متى موعد الحصول على المخصصات، في الصيف أم في الشتاء، المهم أنها وصلت، ولكن الحصول عليها بحاجة لمجهود كبير، فما إن يتم استلام الرسالة والاتصال بالرقم الموجود ضمنها، تبدأ سلسلة “الرقم لديه مكالمة أخرى حالياً” أو “لا يمكن الوصول لهذا الرقم”، وبعد العديد من محاولات الاتصال الفاشلة تتم الاستجابة، ويكون الرد “أنا في المكان الفلاني حتى الساعة الفلانية”، صاحب الصهريج المحمل بالمازوت يحدد موعد ووقت ومكان التسليم، وبغض النظر عما إذا كان قريباً أم بعيداً عن مسكن المُستلم، فإن راحة السائق ومن معه هي المهمة هنا.

وفي حال عدم الحضور بالموعد المحدد من قبل الموزع تضيع فرصة استلام المخصصات، الأمر الذي اشتكى منه الكثيرون في العديد من المناطق، إذ يتحكم سائق الصهريج بمواعيد الاستلام دون أي مراعاة لأهالي المنطقة التي يتم التوزيع فيها، إضافة لتأخر رسائل الاستلام نتيجة ضعف شبكات الأجهزة الخليوية، الأمر الذي يتسبب بخلل في المواعيد، فلا المستلم لديه وقت للاستلام، ولا الموزع يلتزم بالفترة المخصصة للتسليم.

أخر ما وصلنا من شكاوى كان من بلدية صحنايا، فالموزع حدد موعد التسليم بحدود ساعتين لا أكثر، على العلم أن مدة الاستفادة من المادة هي 48 ساعة بعد ورود الرسالة، وعند عدم الاستلام ضمن المدة المحددة يُعاد إدراج الطلب بشكل تلقائي وإرسال الرسالة من جديد، وليس كما يقال للأهالي دائماً بأن “المخصصات راحت عليك”، مع العلم أن الرسالة وصلت حينها للمستلم قبل ساعة من وقت الاتصال الذي تم فيه تحديد الموعد المقرر.

تحكم موزعي المازوت بهذا الشكل لم يعد مقبولا بالنسبة للأهالي، خاصة وأن أغلبهم يقطع مسافات بعيدة ليصل إلى المكان المحدد ويتسلم مخصصاته، بالمقابل يصل الصهريج إلى أمام منازل البعض لتسليمهم مادة المازوت الخاصة بهم، فهل هذا ضمن العقوبات أيضاً؟، علماً أنه يوجد خراطيم قصيرة وأخرى طويلة، بحسب ما يرد في تطبيق “وين”، مخصصة للتعبئة ضمن الخزان مباشرة، إذا لماذا يتعذب الأهالي هكذا للحصول على “مازوتاتهم”.

نعلم أننا نمر في فترة صعبة، وأننا تحت عقوبات قسرية أحادية الجانب مفروضة على بلادنا، وأن تأمين الفيول ليس بالأمر الهين، وتتكبد الدولة الكثير في سبيل ذلك، وقد عانينا طول فصل الشتاء المنصرم من انقطاعات المادة وقلتها على كافة المستويات، ولكن طالما يتم التوزيع، ما يُبشر بالانفراج نوعاً ما، لما لا يتم ذلك على أصوله في سبيل تخفيف معاناة الأهالي الذين تحملوا برد الشتاء كثيراً نتيجة تأخر الدعم المنتظر.

على الجهات المعنية البت بتدابير صارمة بهذا الخصوص لإيصال المادة إلى كل منزل، فكل صهريج يزود بمخصصاته التي تمكنه من تسليم الكمية كاملة إلى مستحقيها، وبالتالي فإن أي عذر قد يصدر عن أحد منهم بأنه لا يمكن الوصول إلى المكان المحدد، يجب أن تكون محل مساءلة ومحاسبة.

البعث ميديا  ||  رغد خضور